أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (خاص)
حاول داعش جاهدا منعَ إظهارِ الخلافاتِ بين القيادات ومقاتلي التنظيم التي باتت تتكشفُ وتدفع كثيرا منهم إلى الإنشقاق. يقول أبو الليث الانصاري المنشقِ عن داعش والذي التقته أخبار الآن في تركيا، إن شتمَ أمراءِ التنظيم له وللسوريينَ المنضمين إلى التنظيم كِان أحدَ الأسباب لإنشقاقِه، فضلا عن التمييز ِالذي ينتهجُه أمراء داعش بين المقاتلين بتفضيلِ المهاجرين على السوريين.
أبو الليث الأنصاري هو إسم إختاره لنفسه شاب في السابعة والعشرين من العمر عندما إنضم إلى جبهة النصرة، قبل أن يقرر التخلي عن موقعه مقاتلا فيها والإنضمام إلى تنظيم داعش منذ نحو عام ونصف إلى أن قرر الإنشقاق والنجاة بحياته.
إنتقل أبو الليث الذي إلتقيناه في تركيا، إلى معسكر الجراح في ريف حلب الشرقي -أحد مراكز تدريب مسلحي داعش- ليتلقى التدريب الشرعي والعسكري، ضمن مجموعة من متطوعين سوريين ومهاجرين من عرب وأجانب.
عند انتهائه من التدريبات والتي اصبح عقبها مدربا لغيره من المقاتلين، عاد الأنصاري إلى مدينة الرقة، حيث بدأ تنظيم داعش بمحاربة الفصائل الثورية وكتائب الجيش الحر، إلى أن بسط سيطرته بالكامل على الرقة، وبدأ بفرض قوانينه التعسفية على الأهالي وإيقاع اشد العقوبات بنساء المدينة ورجالها.
إنتقاد ممارسات داعش خط أحمر، ويعرض حياة الأشخاص سواء من المدنيين أو حتى المنتسبين إلى داعش للإعتقال والتصفية الجسدية. ذلك من أحد الاسباب التي دفعت ابو الليث الانصاري إلى الإنشقاق، فضلا عما كان يتعرض له من الشتائم التي تلحق بالمقاتلين من الأنصار -أي السوريين- تحديدا، والتمييز الذي ينتهجه التنظيم بين المقاتلين، بتفضيل المهاجرين عن من سواهم.
تمكن أبو الليث الأنصاري من الهروب إلى تركيا بمساعدة من أصدقاء له في داعش، لكنه لا يزال يضع اللثام على وجهه خوفا من أن تطاله أيادي التنظيم أو أن يتعرض أهله لسوء.