تشكلت مستنقعات كبيرة مترافقة بانسدادات كثيرة لقنوات الري، بعد تعرض عدد من قرى سهل الغاب بريف حماة الغربي لأمطار غزيرة كقرى الحويجة والحويز والحواش، والتي سببت انجرافات بالتربة، حيث باتت الحياة مهددة بكارثة إنسانية، فلا توجد تصريفات صحية احتياطية تستطيع ان تستوعب الكميات الكبيرة من الأمطار الغزيرة وغياب المؤسسات التي تقدم خدمات البنية التحتية سواء التابعة للنظام أو للحكومة السورية المؤقتة.
بكار الحميدي مدير أحد المؤسسات الإغاثية في سهل الغاب يقول لأخبار الآن : " إن سكان القرى والبالغ تعدداهم ثمانية قرى مجاورة لبعضها، كانوا موجودين بأمان في منازلهم لكنهم فوجئوا، بهطول كميات غزيرة من الأمطار وأدى ذلك إلى حدوث انجرافات في التربة بعد السيول الكبيرة التي تشكلت جراء الأمطار، وهدد حياة ما يزيد عن 1000 طفل بالأمراض والأوبئة والتلوث البيئي"
في هذه المنطقة لا يوجد سوى قناة واحدة للصرف الصحي ولكنها زادت من المعاناه بعد أن إرتفاع منسوب المياه فيها ولم تعد قادرة على إستيعاب كمية الأمطار الغزيرة وتسبب ذلك بفضيان هذه القناة وخروج مياه وتغمر بيوت المدنيين والأهالي القريبة منها، ولم تمن المنازل فقط هي من تضررت من هذ السيول بل المحاصيل الزراعية أيضاً تضررت بشكل كبير.
وكشف الحميدي أن خسارات كبيرة لحقت في منتوجات "فول الصويا، البندورة، وصلت إلى درجة عدم الاستطاعة بالتقدم إلى الأراضي الزراعية بسبب تحول المزارع إلى مستنقعات طينية، فالسيول لم تقتصر نتائجها على المنازل والمزارع وانما أيضا غطت شوارع السهل بالكامل ببحر من الطين والمستنقعات الوحلية.
هاجس الأمراض والأوبئة التي تنتشر من هذه المستنقعات بات يشكل خوفا لدى الأهالي إذ باتت هذه المستنقعات تعد مركزا لعدد كبير من الحشرات الضارة والتي تتسبب في انتشار أمراض معدية وخاصة للأطفال أصحاب السنوات الأولى من العمر.
مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية غمرت بمياه السيول، وفقدان الأليات المخصصة التي من الممكن أن تساعدهم في انقاذ ما تبقى من المحاصيل الزراعية التي انتشرت على مساحات كبيرة، ولا يملك الأهالي سوى أدوات محلية تقف عاجزة عن فعل أي شيء.
غياب الخدمات الزراعية من قبل الجهات المسؤولة عن هذا الجانب سيشكل خطر على أبناء سهل الغاب الغربي، وتفاقم المشكلة لتصل إلى درجة المأساة الإنسانية كما يصف أهل المنطقة، رغم انها أمطار خير الا انها بكوارث طبيعية على سهل الغاب ومن فيه، وتبقى معاناة المدنيون في ظل تقصير جميع الأطراف في سوريا حول المشكلة الحقيقية والإجراءات اللازمة لمواجهة مثل هذه الكوارث البيئية والبشرية على حد سواء.