زمان الوصل)
يعاني مشفى "دار الشفاء" من ضعف كبير بالإمكانات أدى إلى محدودية عمله، ما يهدد بإغلاقه كليا. المشفى الذي يعد أول المشافي الميدانية في مدينة حلب، افتتحه متطوعون في تموز / يوليو / 2012، مع بداية دخول كتائب الجيش الحر إلى المدينة والسيطرة على بعض أحيائه.
واستهدف طيران النظام المشفى مرارا، حتى تم تدميره كليا في أوائل عام 2013 وقضى فيه عدد من الأطباء والممرضين المتطوعين، ليضطر الكادر إلى نقل ما تبقى المعدات إلى مبنى مجاور.
عصر الانحطاط
وعمل المشفى تحت رعاية ودعم "لواء التوحيد"، بادئ الأمر ثم الاتحاد الطبي الحر، ثم عمل كمشفى مستقل، قبل تبني منظمة "أطباء عبر القارات" للمشفى الذي مالبث أن عاد مشفى مستقلا، بلا دعم باستثناء النزر اليسير من هنا وهناك، وهذا ما جعل المشفى يمر بعصر "الانحطاط" كما سماه "أبو منير".
وعزا أبو منير الإداري في المشفى مرور المشفى بعصر الانحطاط، إلى أسباب أهمها عدم وجود داعم أساسي يكفل مصاريف المشفى، ما أدى إلى تناقص في عدد الكادر، ليصبح الآن في وضع يمتلك فيه الأجهزة دون الكوادر والمستهلكات.
وقال أبو منير ل جريدة "زمان الوصل": "نقوم الآن بالتنسيق مع الاتحاد الطبي الحر لنضمن استمرار عمل المشفى على الأقل".
ويستقبل مشفى "دار الشفاء" الحالات الإسعافية والباردة، ويتبع له "مشفى الحكيم" المخصص فقط للعمليات الجراحية، وهو شبه مجمد.
وأشار أبو منير إلى أن مديرية الصحة بمدينة حلب تدعم المشفى بالأدوية وبعض المستهلكات من فترة إلى أخرى، لتقوم المشفى بتوزيع الدواء مجانا على المرضى.
لو حوصرت حلب
وحول تفاقم المشكلة المتوقع في المشفى، في حال نجح النظام بحصار حلب المدينة، أكد أبو منير أنه رغم كون أغلب الكادر من الريف الحلبي إلا أنه مستعد نفسيا للحصار، ولن يتخلى عن المشفى وعن أهالي مدينة حلب.
وأضاف: "نتمنى أن يكون الكادر مكتملا وقت الحصار الذي نرجوا الله أن لا يتم".
وكشف "أبو منير" إلى انقسامات قائمة في المجال الطبي في حلب "نتمنى أن تزول" بين المجلس الطبي والاتحاد الطبي الحر ومديرية الصحة والجمعيات الأخرى التي تعمل في المجال الطبي، وأن تتحد الجهود لخدمة أهالي المدينة.
ليس الوحيد
ويقول ناشطون إن المشافي التي أنشئت بالقرب من الحدود السورية التركية والتي مولتها منظمات أجنبية استقطبت الكوادر الطبية بتقديم المغريات لهم كالراتب الجيد والمنطقة الآمنة وغيرها، مشيرين إلى أن المجلس الطبي في مدينة حلب رفع رواتب الأطباء الجراحين بنسبة 100٪ منذ حوالي 5 شهور، للحفاظ على الأطباء الجراحين في مدينة حلب، ولكن تبقى مشافي المدينة بحاجة لباقي الاختصاصات.
ويحذر الناشطون أن مشفى "دار الشفاء" ليس الوحيد في حلب المهدد، فشبح الإغلاق بات يخيم على عدة نقاط طبية في المدينة بسبب شح الدعم، في إعادة لسيناريوهات حدثت المشفى الميداني في بلدة "مارع" وغيره من مراكز ونقاط طبية في المدينة والريف.