افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، رعاه الله صباح اليوم بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، أعمال الدورة الرابعة لمنتدى القيادات النسائية العربية،والذي يُعدُّ أحد أهم التجمعات العربية المعنية ببحث سبل الارتقاء بدور المرأة لاسيما في المواقع القيادية واستكشاف مسارات جديدة يمكن أن تساهم من خلالها في تعزيز جهود التنمية في المنطقة بدور مبدع ومبتكر للتغلب على التحديات التي قد تعترض طريقها وصولاً إلى النموذج الأمثل لمشاركة المرأة في تطوير واقع ومستقبل المجتمع.
سبل الارتقاء بدور المرآة القيادي … على طاولة منتدى القيادات النسائية العربية في دبي
وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، راعي المنتدى، أن دولة الإمارات تقف بقوة وراء تمكين المرأة تقديراً لقيمة مشاركتها كعنصر مهم من عناصر دعم وتعزيز مسيرة التنمية الشاملة التي تمضي فيها دولتنا بخطى واثقة، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، الذي لا يدخر جهداً في سبيل تسخير كافة الإمكانات الضرورية لفتح المجال رحباً أمام جميع أبناء الوطن للمشاركة بإيجابية وفعالية في تعزيز المسيرة المباركة التي بدأها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأسس مع انطلاقتها لنهج التمكين الذي أثمر نماذج مشرفة لإسهامات المرأة في مختلف دروب العمل وميادينه.
وقال سموه في تصريحات على هامش افتتاح المنتدى إن دولة الإمارات تولي المرأة اهتماماً كبيراً كونها مسؤولة عن تشكيل اللبنة الرئيسة في بناء المجتمع وهي الأسرة، لذا تضع الحكومة متطلباتها ضمن مقدمة أولوياتها لتمكين المرأة من القيام بدورها على الوجه الأكمل مع الموازنة بين التزاماتها الأسرية ومشاركتها ضمن شتى مساقات العمل في جميع المجالات كي تبدع وتطور وتساهم في انجاز طموحاتنا التنموية التي لا تكتمل إلا بمشاركة إيجابية من العنصر النسائي نحو مستقبل حافل بمزيد من النجاح والتميز،منوهاً سموه بعمل الحكومة الدؤوب على تهيئة المناخ اللازم لدعم المرأة بما في ذلك وضع الأطر التشريعية التي تضمن لها حقوقها وتعينها على القيام بواجباتها وتكفل لها المساواة الكاملة مع الرجل وتصون لها استقرارها الأسري والاجتماعي.
وأثنى سموه على الانجازات المتحققة في مجال دعم المرأة في دولة الإمارات، وأعرب عن تقديره لكافة الجهات المتعاونة في توفير المناخ الملائم كي تبدع المرأة وتطور من قدراتها بما يعكس وعي اجتماعي متنام بقيمة إسهام الكادر النسائي في قطاعات العمل المختلفة، مؤكداً سموه حرص الدولة على وضع تجربتها الرائدة في مجال دعم وتمكين المرأة في متناول جميع الدول الشقيقة والصديقة الراغبة في التعرف على الدروس المستفادة منها، لتوسيع دائرة المنفعة والوصول بالمشاركة النسائية إلى مستويات أعلى وأعمق تأثيرا بما لذلك من انعكاسات إيجابية على دعم جهود التنمية في المنطقة.
نمو وارتقاء
وقد بدأت وقائع الافتتاح الرسمي لمنتدى القيادات العربية النسائية بكلمة معالي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزيّاني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، المتحدث الرئيسي للمنتدى، عبّر فيها عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث المهم، وقال : "إنه لشرف كبير لي أن أشارك في هذا المنتدى في دولة التنافس والإنجاز وبرعاية قائد الإبداع والريادة، إذ تتجلى في الإمارات أبهى صور التنافس وتبرز قدرات المتنافسين وإبداعهم ليشكل دافعاً للنمو والارتقاء".
كما أعرب معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن تقديره للاختيار الموفّق لموضوع المنتدى هذا العام نظراً لأهمية التنافسية في عصرنا هذا ودورها في تحقيق الرفاه والازدهار للشعوب، مؤكداً أهمية العناية بالعنصر البشري كونه أساس وركيزة التنمية.
وأكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي، المتحدث الرئيسي للمنتدى، على قيمة التنافسية في نجاح الأعمال وتحقيق التطور لأي دولة في العالم تطمح لبلوغ مكانة لائقة على خارطة التقدم العالمي، وأن التطور الذي حققته دولة الإمارات في مجال التنافسية نابع من القيادة الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله".
وأضافت معاليها: " لقد أبرزت نتائج تقرير التنافسية العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" للعام 2014-2015 قدرات دولة الإمارات التنافسية بتقدمها سبع مراتب في التنافسية الكلية لاقتصادها خلال سنة واحدة لتحرز المركز الثاني عشر عالمياً، متقدمة بذلك على العديد من الدول الرائدة في العالم".
نهج حياة
وتضمن افتتاح منتدى القيادات النسائية العربية كلمة لحرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، ألقتها نيابة عن سموها سعادة منى غانم المرّي، رئيسة مجلس إدارة المؤسسة، رحبت فيها بالحضور وقالت إن دورة هذا العام تأتي استكمالا للمسيرة التي بدأها المنتدى قبل أربع سنوات لاستشراف دور أكثر فعالية وأعمق تأثيراً للمرأة في عالمنا العربي.
واستهلت سمو الشيخة منال بنت محمد كلمتها بتوجيه أسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لحرصه على تأمين كل متطلبات تمكين المرأة الإماراتية، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لإيمانه الكامل بقدرات المرأة الإماراتية وفتح أوسع فرص العمل والتقدم أمامها، في حين نوّهت سموها بالدعم الكبير الذي تلقاه المرأة في دولتنا من أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وأياديها البيضاء العديدة الحاضرة دائماً في كل نجاحات المرأة الإماراتية، بما قدمته سموها من مبادرات ومشاريع وبرامج ترمي إلى تعزيز قدرات المرأة التربوية والفكرية والمهنية… ليس فقط إماراتياً ولكن أيضاً عربياً.
وأكدت سموها أهمية موضوع التنافسية الذي تم اختياره موضوعا رئيسا للمنتدى هذا العام لارتباطه بالواقع الإماراتي ولقيمته على المستوى الدولي وقالت: "إن التنافسية لدينا نهج حياة قبل أن تكون هدفاً أو غاية… أرساها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كمعيار رئيس للتفوق في العمل".
ونوّهت سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم بنجاحات المرأة الإماراتية وقالت إنها أثبتت جدارتها بكفاءة مشهودة في العديد من المواقع القيادية ضمن القطاعين الحكومي والخاص، مؤكدة أن انجازات المرأة لم تكن لتتحقق إلا بفضل السياسة الحكيمة لقيادتنا الرشيدة والتي أتاحت مساحات أرحب للمرأة للقيام بالأدوار المنتظرة منها على الوجه الأكمل.
وقالت سمو رئيسة مؤسسة دبي للمرأة أن الواقع الذي تعيشه أمتنا العربية في هذه الآونة قد أفرز أوضاعاً استثنائية وتحديات جسام تدعو لمضاعفة الجهد والعمل للحد من تداعياتها؛ بما يوجبه ذلك من توسيع مساحة مشاركة المرأة ضمن معادلات إبداعية جديدة تكفل الخروج بدول المنطقة إلى آفاق تنموية أرحب.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد قام ومرافقوه قبيل الافتتاح بجولة تفقديّة في أرجاء "معرض التنافسية" المقام على هامش المنتدى، بمشاركة المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، وبعض الجهات الراعية للمنتدى مثل شركة "نخيل"، و"هيئة كهرباء ومياه دبي"، و"دو"، بالإضافة إلى "مؤسسة دبي للإعلام"، حيث تعرّف سموه على جهود تلك المؤسسات في دعم التنافسية وما تتيحه من فرص لترقي المرأة ومنحها الدعم اللازم للتميز والنجاح في مواقع العمل المختلفة ضمن المؤسسات العارضة.
شهد افتتاح الدورة الرابعة لمنتدى القيادات النسائية العربية عدد من مدراء الدوائر الحكومية في دبي ولفيف من كبار مسؤولي المنظمات والهيئات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية العربية والعالمية.
يُذكر أن الدورة الرابعة لمنتدى القيادات النسائية العربية سيختتم أعماله غداً بمشاركة 600 من الخبراء والباحثين والمعنيين بشؤون المرأة ونخبة من القيادات البارزة في مجال تمكينها على الصعيدين الإقليمي والعالمي.