عشرات العوائل في منطقة "الطم" التابعة لحي السكري جنوبي محافظة حلب شمالي البلاد طالهم الجرب والقمل، وأصيب قرابة عشرين عائلة في المنطقة، وذلك بسبب انقطاع المياه منذ قرابة أربعة أشهر، أدى ذلك إلى إصابة النساء والرجال والأطفال بالقمل والجرب، وسط انتشار سريع لهذا الوباء بين المنازل عن طريق الهواء.
بعض الناشطين في مدينة حلب أكدوا لأخبار الآن انتشار وباء الجرب والقمل في منطقة "اللطم"، وقالوا إن ذلك نتيجة انقطاع المياه، وكذلك حرمان المنطقة من الكهرباء، على اعتبارها خط مواجهة مع قوات النظام، كما لعب غياب العلاج والاهمال من قبل الأهالي أيضاً دوراً في انتشار الوباء إلى مساحات أكبر وصولاً إلى مدارس السكري بحلب.
بعض الآباء عمدوا إلى قص شعر أطفالهم بشكل كامل مرات عدة تجنباً لهذا المرض، لكن لم تبدي هذه الخطوات أي فعالية تذكر، بسبب عدم توافر المواد اللازمة لمعالجة "الجرب" بشكل نهائي.
الطبيب في مستوصف الحي قال لأخبار الأن :" تتوافد بشكل يومي عشرات الحالات الجديدة من المرض إلى مستوصف حي السكري، تزامناً مع ظهور أمراض جلدية بين المدنيين، لم تكن ظاهرة سابقاً باتت تظهر في حلب، خصوصاً مرضي الجرب والقمل".
وأضاف إن أسباب هذه الأمراض يعود إلى "ضعف مستوى النظافة، وإنتشار أكوام القمامة، وانقطاع المياه، حيث أنّ بعض المناطق لم تصلها المياه منذ أشهر، ناهيك عن تواجد عدة أسر في منزل واحد، مما يزيد من خطورة تفشي المرض، وقلة الوعي بين الأهالي عن مخاطر هذه الأمراض وكيفة الوقاية من إنتشارها.
بدورها قدمت مؤسسة "فسحة أمل" بعض العلاجات للمصابين في المدرسة فقط، دون منطقة "الطم"، وقدمت لهم "شامبو " مضاد لهذا لوباء، حيث تمت معالجة بعض الحالات منه، إلا انها تعتبر خطوة غير كافية، ولم تغطي سوى 1% من حجم الكارثة الإنسانية، والمرض بحاجة إلى جهود أكبر لمواجهته قبل أن ينتشر إلى كافة أرجاء محافظة حلب مسبباً أمراض جديدة، غير قادرة المناطق المحررة على ضبطها والسيطرة عليها.
الجدير بالذكر أن حي السكري يضم قرابة العشرين ألف نسمة، وفي أخر الحي تقع منطقة الطم، وهي منطقة تعتبر شبه معزولة، وتسود بين أبنائها حالة اجتماعية مزرية للغاية، كما يغيب أبناء منطقة "الطم" عن التعليم في المدارس، على عكس ما تعيشه بقية المناطق في حي السكري بحلب.