أخبار الأن | جسر الشغور – سوريا ( أحمد العبدو )

في قرية القنية شمال مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب السورية تعيش بعض العوائل المسيحية أم جوليت إمرأة عجوز كانت شاهدت على إنتهاكات القوات التابعة للنظام تروي ما حدث في قريتها لأخبار الآن "منذ بداية تحرير ثلاث قرى القنية واليعقوبية والجديدة والتي يسكنها المسيحيون بدأت الإشتباكات بقوة بين القوات التابعة للنظام والجيش السوري الحر كنا نخاف كثيرا من دخول الجيش الحر وكنا نشعر بالخوف على حياتنا ويجول في خواطرنا الكثير مما كنا نسمعه عن ذبح وجرائم وترهيب الأهالي وإخراجهم من بيوتهم عنوة هذا ما كنا نسمعه من القوات التابعة للنظام عن الجيش الحر.

تتابع إم جوليت حديثها قائلة المفاجأة أن القوات التابعة للنظام غدرت بنا وإستخدمت الأهالي دروعا بشرية، تشعر إم جوليا بالخوف قليلا قبل أن تكمل حديثها كانت القوات التابعة للنظام تقول لنا أنهم هنا لحمايتنا من الجيش الحر ولن يسمحوا لهم بالإقتراب حتى لو كلفهم الأمر حياتهم لكن ما رأيته كان عكس ذلك تماما كان القوات التابعة للنظام تركض هربا من الجيش السوري الحر ويركضون تجاه المنازل ليختبؤا بها ولا يباللون لتقدم الجيش الحر، وبعد أقل من ساعة دخل الجيش الحر القرية وهربت القوات التابعة للنظام تاركة وراءها المدنيين والمقرات العسكرية والحواجز والأسلحة، ولم يكن أمامنا خيار سوى إستقبال الجيش السوري الحر خوفا على حياتنا منهم ولنعبر لهم عن المحبة والسلام والأخوة والسماحة ".

مشهد هروب القوات التابعة للنظام وتخليهم عن المدنيين وكشف كذبهم بأنهم سيضحون بحياتهم لحماية أهالي القرية كان حقيقة مؤلمة عرفتها أم جوليت وكشفت كذبهم وخداعهم وجبنهم ولم يكن هذا الألم وحده فحسب بل بدأت القوات التابعة للنظام إستهداف المنطقة بالقصف والصواريخ تماما كما يحدث في أي مكان أخر عندما تخسر القوات التابعة للنظام فإنها تقوم بقصف هذه المناطق ولا تأبه لأرواح المدنيين والأبرياء.
تقول أم جوليت: "بعد مرور ساعة تقريبا على سيطرة الجيش الحر على القرى بدأ مسلسل من الرعب والمأساة عندما بدأت القذائف تنهاد علينا من كل حدب وصوب ولم يهدأ القصف طوار اليوم حتى مغيب الشمس، ومع مرور الأيام لم يتغير مشهد القصف والرعب الذي خلقته القوات التابعة للنظام بإستهدافها البلدة بالرغم من أن الجيش السوري الحر لم يتواجد داخل القرية بعد تحريرها سوى بشكل قليل جدا وإقتصر وجودهم لمهمات محددة فقط البحث عن عناصر تابعة للنظام مختبئة داخل المنازل أو إسعاف الجرحى من قوات النظام وسبح الأليات والغنائم وإسعاف الجرحى المدنيين من قصف القوات التابعة للنظام "

قوات النظام تدمر الكنائس والقرى المسيحية في جسر الشغور بريف إدلب

تقول إم جوليت: "لم نر من الجيش الحر أي تصرفات مسيئة لنا ولم نلحظ أي شيء مما كنا نسمعه عنهم وكما يروج إعلام النظام، على العكس تماما مما يقولونه لمسنا منهم الإحترام ووجدنا فيهم الحب والتقدير والمساعدة لفعل الخير".
مرت الأيام والقصف لم يتوقف على القرية قصف يومي من القوات التابعة للنظام دمر البشر والحجر ودور العبادة والمواقع الأثرية ولم يكترث لأي شيء هذا النظام التي إدعى أنه حامي الأقليات قتل وشرد ودمر كل الأهالي في المناطق التي سيطر عليها الثوار ودمر الكنائس والمساجد وهذه القرى المسيحية كانت شاهدت على ذلك

وخلال حدث إم جوليت تساءلت لماذا تقوم القوات التابعة للنظام بقصف القرية بشكل وحشي وهي خالية من مظاهر السلاح والمقرات العسكرية ؟!
تجيب عن سؤالها قائلة: "هدف النظام كان قتل أي شخص داخل المناطق المحررة دون التمييز بين مؤيد أو معارض عسكري أو مدني، وكانت حملته الشرسة لتدمير القرى المسيحية الثلاث أكبر دليل عل كذبه وخداعه عن حماية الأقليات، قطع المياه والكهرباء عن القرى قصف المدارس والمستوصفات الطبية والمشافي وبدأت الطائرات تستهدف البلدات بشكل شبه يومي وقصفت الكنائس ودمرت وبعضها من الأثار القديمة، هذا ما فعله النظام أما ما فعله الجيش الحر فقد سمح لنا بالصلاة في الكنائس ولم يمسس مقدساتنا ودور عبادتنا بأي أذى ".

تختتم أم جولييت حديثها: "كنا وما زلنا لا نريد الحرب، لكن ما رأيناه من غدر وخداع القوات التابعة للنظام ولم يعد أمامنا خيار سوى الخلاص من هذا النظام الذي قتل ودمر البشر والحجر وشعار" الموت ولا المذلة "ينطبق على واقعنا المرير، وكل ما يقول عنه "بشار الأسد" عن حمايته للأقليات والمقدسات الدينية كانت مجرد شعارات ومقولات يلمع بها صورته أمام العالم لكن الواقع الحالي للقرى الثلاثة التي ذكرتها خير دليل عن وحشيته وخداعه وتشبثه بالسلطة بأي ثمن ".

أم جولييت ليست المرأة الوحيدة التي تقطن هذه القرى المسيحية الثلاث هناك العديد من العوائل لا تزال هنا وكانت شاهدت على ما فعتله وتفعله القوات التابعه للنظام وتأمل أغلب العوائل هنا أن تعود أصوات أجراس الكنائس لتقرع ثانية ويتمكنوا من الذهاب إلى الكنائس بعد هدمها وحرقها جراء القصف اليومي لها ، لنشر المحبة والسلام والأمن والإستقرار بدلا من القتل والدمار الذي تمارسه القوات التابعة للنظام.