بعد سيطرة جبهة النصرة على معظم قرى جبل الزاوية بمساعدة حلفائها (جند الأقصى، وحركة أحرار الشام الإسلامية وصقور الشام)، والتي دفعت فيه جبهة النصرة ثمنا له عدد كبيرا من مقاتليها مناقضا لما أشيع في المنطقة ان عدد قتلى جبهة النصرة 60 قتيل بل إن العدد أكبر من ذلك بكثير.
ووفق مصدر مقرب من جبهة النصرة فإن عدد القتلى يفوق 370 قتيلا ولكن هذا العدد لم يكن له أي صدى في جبل الزاوية لأن معظم القتلى من الأجانب (تونسيين وسعوديين وشيشيان) الذين يطلق عليهم اسم (الإنغماسيون).
المصدر أضاف ان عدد المقاتلين السوريين الذين قضوا في تلك الأحداث لا يتجاوز ال 15 قتيلا وتم التكتم عليهم كثيرا وقام بدفن عدد منهم سرًا في الليل. وبعد السيطرة التامة على قرى جبل الزاوية بدأت جبهة النصرة بمداهمة منازل كل من ينتمي لجبهة ثوار سوريا سواء اشترك بالقتال ضد النصرة أم لم يشترك.
اتبعت جبهة النصرة أسلوب الترهيب في جميع المداهمات بحشد قوة كبيرة لكل اقتحام يفوق الـ 10 عناصر و5 سيارات مجهزة برشاشات وتفتيش المنازل والبحث عن العناصر والسلاح. أحد أهالي جبل الزاوية أرسل إلى أمير جبهة النصرة بعد مداهمة منزله يقول: "عندما داهم النظام منزلي أتى بـ 3 سيارات و7 عناصر بينما انتم اقتحمتم منزلي بـ 10 سيارات و 30 عنصر هكذا تعامل جبهة النصرة من تطلبه".
وبعد أن اعتقلت جبهة النصرة كثيرًا من الثوار قامت بالتحقيق معهم واتبعت أساليب الضرب والتعذيب لانتزاع أكبر قدر من المعلومات حول المعارك ومن شارك فيها. وفي نهاية المطاف أطلقت جبهة النصرة بيانًا يقتضي بان يسلم كل عناصر جبهة ثوار سوريا نفسهم ممن لم يشاركوا في القتال، أو أن يتم اقتيادهم لمقراتها بالقوة وذلك لقضاء حكم صدر فيهم من المحكمة الشرعية بالسجن لمدة شهر كامل، إضافة لإخضاعهم لدورة شرعية وكلٌ حسب اجتهاده في حين أطلقت حكما بحق من قاتلهم بالقتل خاصة (رماة الهاون والقناصات) لما كبدوهم من خسائر في مقاتليهم.
أثارت الأعمال التي قامت بها جبهة النصرة في تلك المناطق غضب الشارع وانعكست على الحاضنة الشعبية التي تملكها ولكن جبهة النصرة تتبع أسلوب القمع وإطلاق التهم الجاهزة بالردة والتكفير لمن يخالفها بالرأي.