أنباء عن اقتراب تنظيم "داعش" من محافظتي درعا والسويداء، تأتي على خلفية الاشتباكات التي دارت بين عناصر من "داعش" والثوار ولواء العشائر بقيادة النقيب طلال الخلف في بلدة بئر القصب الواقعة على أطراف الريف الشمالي لدرعا والمحاذي لمنطقة اللجاة، والمحاذية أيضا لريف السويداء من الجهة الشرقية.
وفي حديث خاص للنقيب طلال الخلف لأخبار الآن قال: "هناك وجود لبعض خلايا داعش في بئر القصب منذ شهور، إلا أن الاشتباكات التي جرت مؤخرا، أبرزت وجود فصائل تدعي أنها تابعة للتنظيم، مما زاد من تخوف المواطنين، وقلقهم بسبب السمعة السيئة للتنظيم, وجرائمه الوحشية بحق كل من يقف ضده".
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي أخبارًا تفيد بأن تنظيم "داعش" يرسل بمقاتليه إلى جنوب سورية عبر طريق بئر القصب الطريق الوحيد إلى شمال سورية، مما دفع الثوار في جنوب البلاد بكافة تشكيلاتهم إلى إرسال مجموعات مقاتلة لحماية الطريق ومن بين هذه التشكيلات "فصائل الجبهة الجنوبية وألوية العمري التابعة لجبهة ثوار سوريا".
وقال بشار الزُعبي "قائد جيش اليرموك " في حديث خاص لأخبار الآن: "إن قوة التنظيم في منطقة بئر القصب صغيرة ومحدودة، ولا تبعث على القلق في الوقت الراهن، مؤكدا أن فصائل الجبهة الجنوبية تراقب بدقة تحركات مقاتلي التنظيم هناك، وأن لديها العديد من الأساليب والوسائل المضادة تجاه أي نوايا عدائية للعناصر هنالك".
وأشار الزُعبي إلى ترابط فصائل الجبهة الجنوبية ببعضها بشكل قوي ومتين من درعا وصولا للقنيطرة وريف دمشق, ضمن تحالف قوي يصعب اختراقه, وهذا الترابط كان سبب رئيسي في الإنتصارات الأخيرة التي حققها الثوار في جنوب سورية, وبالتالي الجيش الحر قادر على مواجهة أي أخطار محتملة في المستقبل على الرغم من شبه انعدام هذه الأخطار في الوقت الحالي.
وأضاف الزُعبي في حديثه بأنه: "لا وجود لتنظيم داعش في درعا ولا صحة لما يتداول من إشاعات حول نيته التقدم نحو درعا، مشيرا إلى التنسيق العالي الذي تقوم به فصائل الجبهة الجنوبية لمراقبة الأمور عن كثب للحفاظ على أمان وسلامة المدنين".
وأكد الزُعبي في حديثه بأنه: "لن يسمح لأي تنظيم أو فصيل بتشويه معالم ثورتنا، التي قدم شعبنا فيها الغالي والنفيس لكي تبقى واقفة على أقدمها، إلى وقتنا الحالي بالرغم من المؤامرات والتنظيمات التي حاولت تشويه الثورة و معالم ديننا الإسلامي الحنيف السمح العدل, بعيدا عن الغلو الذي ينتهجه تنظيم داعش".
يذكر أن محافظة درعا في الجنوب السوري حاضنة قوية للجيش السوري الحر وعدم وجود خلافات بين الفصائل وتنظيمهم ضمن غرف عمليات، والتنسيق العالي على كافة الجبهات, واستطاع الثوار فيها السيطرة على مساحة واسعة من المحافظة. كما حقق الثوار تقدما في جبهات القنيطرة المجاورة، وكذلك تم فتح الطريق نحو بعض بلدات غوطة دمشق الغربية.