رغم الظروف بالغةِ الصعوبةِ التي يعيش فيها اليزيدون النازحون هربا من بطش المتشددين , يظل شاغلهم الأكبر هو مصيرُ الباقين من أبناء طائفتهم تحت حصار تنظيم داعش في سنجار.
لا يستطيع الإيزيديون الذين يقيمون حاليا في مخيم للنازحين في دهوك بشمال العراق الاتصال بأقاربهم وجيرانهم الذين لا يزال يحاصرهم تنظيم داعش في جبل سنجار منذ أغسطس آب الماضي. ويعاني النازحون الإيزيديون سكان المخيم من قلة الطعام والماء وسوء الخدمات ثم أخيرا في الأسابيع القليلة الماضية من برد الشتاء القارس.
وقال نازح من مدينة سنجار يدعى هادي سعدو اسماعيل في المخيم الذي أنشأته تركيا في دهوك بإقليم كردستان في شمال العراق "كلشي مفقود بس ما أريد أحكي عن معاناة هنا. أريد يعني اللي ده يحرك قلبنا جبل سنجار. يعني هينا أقدر أعيش ما عندي مشكلة. بس الذي في جبل سنجار اللي هسة محاصرين بدون أكل.. بدون ماء.. بدون كلشي.. هذا الذي أريد أركز عليه. هم كلشي ماكو.. كلشي. بصراحة الأشياء قليلة جدا ده يعانون ولكن المشكلة الأكبر في جبل سنجار."
تتباين التقديرات لعدد السكان الذين ما زالوا محاصرين في سنجار إذ يصل بعضها إلى عشرة آلاف شخص بينما لا يزيد العدد في تقديرات أخرى عن 1000 شخص.
وتابع اسماعيل قوله "الأكل قليل جدا. المياه ماكو وإذا أكو فهي باردة. بهذا الجو البارد الحياة كلش صعبة. كنا بموت محقق في سنجار. هسسة موت محتوم أقول لك بصراحة لأن القضية اللي ده تحرق قلبنا وتخلينا احنا هنا وميتين هي قضية المختطفات اللي أكثر من سبعة آلاف يزيدي ويزيدية مختطفة."
وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان إن تنظيم داعش يحتجز مئات الإيزيديين في العراق وسوريا وإن مقاتليه يفصلون الفتيات عن عائلاتهن ويزوجون بعضهن قسرا.
وقال إسماعيل لتلفزيون رويترز "الاتصال الآن منقطع. ما نقدر نتصل بهم.. يعني هم محاصرين بقرية ما يقدرون على شي وأكو حراس ينطوهم أكل بس قليل حسب ما هم قالوا.. شوية قليل.. يعني أخذوا الفتيات ..أخذوهم حتى اللي هم خمس سنوت وست سنوات وحتى عشر سنوات.. أخذوهم كجاريات والأخريات اغتصبوهن."
وكان تنظيم داعش قد تباهى بالسبايا اللاتي أسرهن مقاتلوه في قرى الأقلية الإيزيدية التي سيطر عليها بشمال غرب العراق.
النازحون اليزيديون يصفون المخيم بأنه مخيم الجحيم ويشتكون من قلة الطعام وسوء حالة الخيام ودورات المياه ولكن شكواهم الرئيسية انما هي حول أبناء طائفتهم المحتجزين لدى داعش .
وأضاف "احنا سبعة أيام ما متنا على الجبل. احنا هسة ما نبكي على صمونة أو قنينة ماء أو على بطانية وما شابه ذلك من الأكل والمأوى والمشرب. أما طلبنا الرئيسي الوحيد هو الإسراع إلى كافة الجهات الدولية العالمية.. المنظمات الإنسانية.. منظمات حقوق الإنسان.. منظمات حقوق المرأة.. بالاستعجال بمحاولة الإفراج عن مختطفينا الذي يبلغ أعداد كبيرة بالآلاف بيد دولة الكفر داعش ."
أنشيء مخيم النازحين في دهوك لإيواء 20 ألف نازح لكن عدد سكانه وصل في الوقت الراهن إلى 23 ألف شخص وتقيم فيه بعض الأسر المؤلفة من ستة أو سبعة أفراد في خيمة واحدة.