تستمر المعارك العنيفة في قريتي حندرات وسيفات شمال حلب بين فصائل الثوار وبين المليشيات الإيرانية والأفغانية الشيعية وقوات نظام الأسد من جهة أخرى في محاولة الأخيرة التقدم للسيطرة على منطقتي الملاح والكاستيلو لقطع الطريق الوحيد الذي يربط الأحياء الخاضعة لسيطرة الثوار بالريف الحلبي المحرر.
واستطاع مقاتلو الثوار أمس السيطرة على عدة نقاط كانت قوات الأسد سيطرت عليها سابقا، في منطقتي الملاح وحندرات بعد معارك استخدمت فيها شتى أنواع الأسلحة كما سقط عدد من القتلى من الطرفين.
وأكد المكتب الإعلامي في مدينة عندان لـ"أخبار الآن" أن فصائل الثوار تمكنت من استعادة عدة نقاط في منطقة "شاهر" بتلة حندرات الغربية كانت قد سيطرت عليها قوات النظام قبل يومين وقتلت أكثر من عشرين مقاتلاً لقوات النظام والمليشيات الشيعية وتمكنت من أسر عدد منهم أثناء المعارك.
وفي المقابل قتل أكثر من ستين مقاتلاً من فصائل الثوار خلال اليومين الفائتين بعد تسلل قوات النظام إل منطقة الملاح حيث لقي البعض مصرعهم عبر استهدافهم بصواريخ حرارية أثناء تلبيتهم لنداءات المؤازرة لصد هجمة النظام في الملاح فيما سقط البعض الأخر جراء الاشتباكات وخلال استعادة بعض النقاط في المنطقة.
وتتزامن الهجمة الشرسة لقوات النظام السوري والمليشيات الأجنبية المقاتلة إلى جانبه مع تقديم المبعوث الدولي "دي مستورا" خطته لتجميد القتال في حلب والتي يعتبرها الناشطون خطة لصالح النظام، حيث أكد ناشطون من مدينة حلب لـ (أخبار الآن) أن الهجمة الأخيرة من قبل قوات النظام تزامنت مع رفض القادة العسكريين والثوريين لخطة دي مستورا.
وتبذل فصائل المعارضة السورية قصار جهدها لمنع حصار حلب وتضع كل قوتها لوقف تقدم قوات النظام السوري في حندرات وسيفات والملاح منذ أكثر من خمسة أشهر على بدء قوات النظام هجمة عنيفة لتضييق الخناق على مقاتلي الثوار في مدينة حلب.
ويعتبر تقدم النظام باتجاه الملاح والكاستيلو حصارا للأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة وحصار المدنيين والمقاتلين داخل المدينة على غرار حمص.
وقال الناشط الإعلامي أبو جعفر الحلبي لـ(أخبار الآن) إن طيران قوات النظام يقصف مواقع الثوار في منطقتي الملاح وحندرات بشكل مستمر بالبراميل المتفجرة والحاويات مما يسهم في صعوبة المعركة بالإضافة لاستهدافه للبلدات والمدن القريبة من مناطق الاشتباكات حيث شهدت مدينتا عندان وحريتان قصفاً عنيفاً أوقع عدد من الشهداء والجرحى.
وشدد الحلبي على ضرورة وصول مؤازرات لفصائل الثوار في مدينة حلب حيث يضع النظام كل ثقله للسيطرة على الكاستيلو وقطع الطريق باتجاه حلب.
وأوضح ناشط إعلامي فضل عدم ذكر اسمه لـ(أخبار الآن) إن تنظيم داعش ينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على الثوار حيث يترك أرتال النظام تزج باتجاه حصار حلب بل يساند النظام عبر هجماته على مواقع الثوار بالريف الشمالي والتي بسببها أحبطت عملية السيطرة على بلدتي نبل والزهراء المواليتين للنظام متهماً التنظيم بتسهيل عمليات النظام ضد حلب.
يذكر أن قوات المعارضة المسلحة تخوض أعنف المعارك ضد الميليشيات الإيرانية والأفغانية بالإضافة لقوات الجيش السوري النظامي لمنعها من السيطرة على "الملاح والكاستيلو" والذي يعتبر شريان مدينة حلب كونه طريق المدنيين الوحيد باتجاه إحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة.