أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (أ ف ب)
مر عام على اندلاع النزاع المسلح في دولة جنوب السودان، ولا تزال الدولة التي استقلت عن السودان في يوليو 2011 غارقة في أعمال العنف، والمجاعة تحاصر سكانها من كل جانب، وتقدر مصادر عدد الضحايا بين 50 ألفا- 150 ألف قتيل.
ونجمت أعمال العنف والقتال عن صراع على السلطة بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار اللذان يتحدران من قبيلتي الدينكا والنوير أهم إثنيتين في البلد.
وبدات المعارك في جوبا، داخل جيش جنوب السودان بسبب خصومة سياسية، ثم امتدت إلى باقي مناطق البلاد ورافقتها العديد من المجازر بحق المدنيين على أسس اثنية.
وشهدت العاصمة جوبا والدول المجاورة إحياء الذكرى الحزينة لبدء الصراع الدامي، حيث لجأ مئات آلاف من أهالي جنوب السودان، بمواكب دينية وايقاد الشموع ليلا.
ولا توجد أي حصيلة رسمية للقتلى، لكن فريق الأزمات الدولية يقدر أن 50 ألف شخص على الأقل قتلوا، في حين يتحدث دبلوماسيون عن ضعفي هذه الحصيلة.
ونشر ناشطون جنوب سودانيون الاثنين لائحة أولى جزئية تضم 572 ضحية مؤكدة ستتم تلاوة أسمائهم في أمسيات في جوبا ونيروبي، وعبر إذاعات جنوب السودان وفق ما يأملون.
وطرد نحو مليوني شخص من منازلهم بسبب العنف، كما أصبح نصف سكان البلد البالغ عددهم 12 مليونا بحاجة الى مساعدة إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
وأشار الأمين العام للامم المتحدة، بان كي مون، الاثنين، إلى أن "أساس الكفاح من اجل الاستقلال الذي خاضه البلد، أي انطلاقة جديدة مفترضة تقوم على التسامح والتصرف الرشيد والمسؤولية والوحدة، يتلاشى أمام أعيننا".
واتهم بان "قادة جنوب السودان بترك طموحاتهم الشخصية تهدد مستقبل أمة بأسرها".
وبقيت التهديدات بعقوبات دولية بحق المسؤولين في جنوب السودان بلا تأثير، وقلة من يتوقعون حلول السلام في الأمد القصير.
ولم يتم احترام أي من اتفاقات وقف إطلاق النار الموقعة، وكشف سكاي ويلر من منظمة "هيومن رايتس ووتش" عن "غياب تام للإرادة السياسية" في إنهاء المعارك أو محاكمة المسؤولين عن الفظاعات في المعسكرين.
وتخشى منظمة "أوكسفام" أن تستانف مع بدء فترة الجفاف من العام هذه الأيام، المواجهات التي خفت حدتها في الأشهر الأخيرة.
وبحسب الأمم المتحدة، سمحت عمليات، مكثفة ومكلفة، لإلقاء مظلات للمؤن حتى الآن بتفادي المجاعة التي لا تزال تهدد الأهالي.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن توبي لانزر ، مسؤول المساعدة الإنسانية في الأمم المتحدة في جنوب السودان قوله "سنخوض مجددا سباقا ضد الزمن والمجاعة في بداية 2015"، معربا عن خشيته من تدهور إضافي للوضع "الخطر" أساسا.
وحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) فإن نحو 12 ألف طفل تم تجنيدهم للقتال من المعسكرين.
وشدد فرانز روشنشتين، من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على أن الاهتمام الدولي "تحول عن جنوب السودان في الأشهر الأخيرة، لكن الاحتياجات تبقى ضخمة".