فرض استمرار الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد قيام الأخير بإنشاء مواقع ومعسكرات كبيرة لقواته وميليشاته كأماكن تمركز لهم، إضافة لاستخدامها كمراكز اعتقال كبيرة للمدنيين والمخطوفين السوريين.
سبع مراكز اعتقال كبيرة شيدها الأسد لأهالي مدينة حماة وريفها، أهمها معتقل "دير شميل" التابع لمطار حماة العسكري، والمخابرات الجوية.
يقول قادة ميدانيون من الجيش الحر لـ"أخبار الآن: "إن ما يقارب عشرة آلاف منتسب للدفاع الوطني وشبيحة اللجان الشعبية معظمهم من الطائفة العلوية من شبيحة قرى ريفي حماة الغربي والشرقي، يتلقون تدريباتهم في هذا المعسكر".
ويروي أحد المعتقلين السابقين في "دير شميل"، أن أنواع التعذيب لا تعد ولا تحصى في المعسكر، فالتعذيب وأصوات المعتقلين يكاد لا يهدأ صباح مساء، ويتناوب الشبيحة عليه تحت حقد طائفي تجاه المعتقلين، مؤكداً أن سجّانات تشرف على تعذيب الرجال في معظم الأحيان.
وأشار المعتقل السابق لـ"أخبار الآن" أن خولة خليل تشرف على النساء المجندات في هذا المعسكر، إضافة إلى الملازم أول ناريمان فهد الكباش وهي من ريف حماة الشرقي ناحية الحمرا، ويطلق عليها الجنود "قاهرة الرجال"، منوهاً إلى أنها ابنة عم وزير دفاع النظام فهد الفريج، ومسؤولة المداهمات في ريف حماة الشرقي وبعض أحياء مدينة حماة، وتم نقلها فيما بعد وترفيعها لتستلم قسم التحقيق للنساء والرجال في دير شميّل.
وأضاف المعتقل، أن المعسكر يقوم بتخريج جثث المعتقلين بعد موتهم تحت التعذيب، ويقوم برميهم على حواف بلدة دير شميل.
يشار إلى أنّ معسكر دير شميل كان فيما سبق معسكراً لطلبة اتحاد شبيبة الثورة للقيام بدورات تأهيل عسكرية للطلبة في الصف الثانوي، وبعد انطلاقة الثورة السورية تم تحويله إلى معتقل كبير للنظام، وإلى أكبر مراكز الاعتقال في محافظة حماة.
كما طالب لواء عمر منذ يومين عبر بيان رسميّ له، نشرته أخبار الآن، بإطلاق سراح جميع المعتقلات في سجون النظام وخاصة دير شميل خلال مدّة أقصاها ثلاثة أيام تحت تهديد قطع الكهرباء والماء عن قرى ومناطق النظام الموالية جميعها بريف حماة.
وتؤكد تسريبات أن عدد المعتقلين والمعتقلات في دير شميل يقارب ثلاثة آلاف معتقل من الرجال، ومئات النساء المعتقلات التي قامت ميليشات النظام باعتقالهم وخطفهم فيما سبق إما لنشاطهم المعارض ضد النظام أو لابتزاز أهلهم مالياً من أجل دفع فديات قد تكون في غالب الأحيان بملايين الليرات السورية.
ويعد معسكر دير شميّل مقر قيادة "اللجان الشعبية والدفاع الوطني" في محافظة حماة، التي يشرف عليها أكبر القادة العسكريين المتقاعدين من الطائفة العلوية، ويقع على بعد 76 كيلو متر من مدينة حماة، و20 كيلو متراً من مدينة مصياف وجنوبي مدينة سلحب بـ 5 كيلو مترات، ومحاط بالمناطق المؤيدة للنظام وبحاضنه كبيرة له من أجل حمايته من أي هجوم أو استهداف من قبل الثوار.