أصدر فريق الحملة الوطنية لمكافحة الأوبئة في مدينة حلب المحررة بياناً أعلن فيه إيقاف العملية التعليمية في مدارس أحياء حلب المحررة، بسبب انتشار مرضي الجرب والقمل.
وقال الفريق في بيانه: "نحن العاملون في فريق الحملة الوطنية لمكافحة الأوبئة في مدينة حلب المحررة نعلن أن مرضي الجرب والقمل أصبحا وباءً في مدينة حلب المحررة، وكارثة إنسانية تستوجب تدخل جميع المنظمات والهيئات الصحية والإغاثية، ونخص بالذكر وزارتي التربية والتعليم ووزارة الصحة في الحكومة المؤقتة".
وطالبوا بـ"إيقاف العملية التعليمية لمدة أسبوع، بسبب انتشار الوباء بنسبة 100% في إحدى مدارس حي السكري، وبنسبة 65% في حي حلب القديمة، وبنسبة 50% في احياء بستان القصر والكلاسة، وتأمين الدواء لكل مدينة حلب من مدنيين وعسكريين وطلاب، واشراك الكوادر الطبية في كافة المجالس والمنظمات والهيئات الطبية والإغاثية في مكافحة وعلاج هذا الوباء، والعمل على الإسراع في تأمين الخدمات الأساسية من الماء والكهرباء وترحيل النفايات خارج مدينة حلب وبالسرعة القصوى".
وقال الدكتور محمود بركات أحد المسؤولين عن الحملة، لـ"أخبار الآن": "تحدثت مع وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة ووعد بتقديم الدواء اللازم، أما وزارة التربية فهي غير ابهة لمصير هؤلاء التلاميذ، واختارت صم أذنها عن الموضوع وكأنه لا يعنيها، ولم تتحرك إلى اليوم بسبب غياب التنسيق بينها وبين المدارس في حلب المحررة".
ووصف الدكتور بركات الوضع بالكارثي، في أحياء حلب المحررة كافة، مطالباً المنظمات والمسؤولين في الحكومة المؤقتة بتقديم المساعدة لعلاج الأطفال المصابين، محذراً من تطور مرض الجرب العادي إلى جرب يرافقه ظهور حويصلات تحوي القيح ويتطور إلى حالة صدمة ووفاة الأطفال المصابين بسبب عدم توفر الدواء المطلوب".
وعن نوعية الأدوية التي يحتاجها فريق الحملة لتوزيعها على المدارس والأحياء المحررة، قال بركات: "نحتاج 15000 قطعة من كل نوع من هذه العلاجات "بيرمثرين (Permethrin) وهو عبارة عن مبيد حشري يستخدم لعلاج الالتهابات المختلفة، 1% يستعمل لعلاج قمل الرأس (Head lice) وبيضها، وبتركيز 5% يستعمل لعلاج الجرب، إضافة إلى و محلول بنزيل بنزوات".
وأكد أن فريق الحملة تعاهدوا بعدم أخذ راتب أو مبالغ مالية من أي طرف، وأن من يريد المساعدة عليه فقط إرسال هذه الأنواع من الأدوية، وقال بركات: "في حال لم يقدم لنا الدعم من قبل الحكومة المؤقتة أو المنظمات فسنقوم بجمع المال من الأطباء المشاركين في الحملة رغم صعوبة الإمكانيات"، مضيفاً: "تواصلنا مع أحد معامل الأدوية، وأخذنا وعودًا بتصنيعها بأسعار رمزية، وسنقوم بشرائها على حسابنا الخاص إذا لم يقرر أحد مساعدة أهالي حلب المحررة".
ونوه بركات إلى أن هناك أطفالاً رضع بين الحالات التي تم توثيق إصابتها في الأحياء المنكوبة بحلب، مضيفًا أن الفريق يزور كل يوم مدرسة، كما يجرون فحوصات للأطفال في الأحياء، مؤكداً أنهم يوم الأربعاء الماضي رصدوا إصابات بين التلاميذ بمعدل 100% في مدرسة واحدة، مرجعًا أسباب انتشار المرضين في المدارس إلى الملامسة بين الطلاب والتصافح، وعدم توفر مدارس نموذجية، فالمقعد الواحد يجب أن يجلس فيه أربعة طلاب، إضافة لانقطاع المياه عن عدد كبير من المناطق والتي وثق الفريق فيها نسب إصابات أعلى من تلك التي قد تتوفر فيها المياه.
وقال الدكتور بركات: "نقوم حالياً بإجراء احصائيات، وجلسات توعية، وتوزيع الدواء، إضافة للاجتماع مع أولياء أمور الأطفال المصابين".