في الوقت الذي تتباهى فيه أسماء الأسد بدعم "جمعية بسمة" المختصة برعاية الأطفال المصابين بالسرطان في دمشق، يعمل زوجها بشار الأسد على قتل الأطفال المصابين بالسرطان في الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق ويمنع دخول المساعدات الطبية والجرعات الدوائية لإنقاذ حياة مئات الأطفال المصابين بالسرطان.
وتشهد الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق منذ قرابة العامين، ارتفاعاً في عدد الوفيات من الأطفال المصابين بمرض السرطان، نتيجة عدم توفر الأدوية اللازمة، والجرعات الدوائية، وقلة الإمكانيات في المخابر الطبية على مدار أكثر من عام من العمل ضمن الحصار الدامي.
"عمار" أحد المرضى المصابين بالسرطان، يتلقى علاجه في مركز "دار الرحمة" في مدينة دوما، وجراء تأخر تأمين الجرعات الخاصة، ساءت حالته الصحية، تقول والدته لـ"أخبار الآن": "عمار مصاب بمرض السرطان منذ زمن، ونحاول علاجه في المركز، ولكن تأخر الجرعات الدوائية أثرّ سلباً فيه ما تسبب بفقدانه البصر في إحدى عينيه، وعند تأمين الجرعات تتحسن حالته نوعاً ما".
وأضافت: "لا نستطيع الخروج من الغوطة لعلاجه في المشفى المتخصص بسبب الحصار، وكون زوجي مطلوب لقوات النظام بتهمة التظاهر، كما نخشى أن يتم اعتقالنا من قبل قوات النظام لنكون ورقة ضغط على زوجي ليسلم نفسه، وفي الحالتين عمار هو من سيدفع الثمن".
"نظام بشار الأسد لم يقتل أطفال الغوطة بالقصف والسلاح الكيماوي فقط، بل يقتلهم عندما يمنع دخول الدواء للأطفال المحتاجين لعلاجات مستعجلة، أكثر من خمسين طفلاً يواجهون الموت البطيء جراء إصابتهم بأمراض سرطانية، وبحاجة للعلاج الكيماوي"، وفقا لما ذكرته الدكتورة "وسام" المشرفة على مركز "دار الرحمة".
وأضافت: "استقبلنا خلال الشهر الجاري سبع حالات لمصابين بأورام سرطانية"، عازية سبب ارتفاع الحالات إلى قيام قوات النظام بقصف الغوطة بالمواد السامة إضافة لمواد أخرى قد تكون السبب وراء ارتفاع الإصابات بأورام السرطان.
ويعتبر مركز دار الرحمة الوحيد الذي يحمل على عاتقه علاج مرضى السرطان، وتشرف عليه الدكتورة "وسام" و التي تعتبر الوحيدة في اختصاصها بأمراض الأورام، وتسعى جاهدة لتأمين ما أمكن من أدوية وجرعات للمرضى، حيث يصل سعر بعض الجرعات إلى 350 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 1800 دولار أميركي.
وبحسب إحصائية المركز خلال شهر واحد، تم مراجعة عيادة الأورام في المركز 180 حالة مرضية، و550 تحليل مخبري، وصرف 40 جرعة علاجية لمرضى السرطان.
تقول الدكتورة "وسام" إن المركز يسعى بكل إمكانياته لعلاج المرضى وتأمين العلاج لهم، ولكن الحصار وضعف الإمكانيات يتسببان أحياناً بتأخير الجرعات عن المرضى، وتدهور حالتهم الصحية.