اشترط أمس مجلس النواب الليبي على برنادينو ليون، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها إلى ليبيا، إدانة الهجوم الذي شنته قوات ما يسمى بعملية «فجر ليبيا» في منطقة الهلال النفطي، واعتبره معطلا للحوار الوطني ومحاولة لإفشاله.
وقالت مصادر ليبية لـصحيفة «الشرق الأوسط» إن المستشار صالح عقيلة رئيس البرلمان الليبي، قد طلب من المبعوث الأممي رسميا إدانة هذا الهجوم من خلال مجلس الأمن الدولي، كما اشترط عقيلة عدم دعوة قادة التشكيلات المسلحة المتشددة وأعضاء المؤتمر الوطني العام، وكذلك من أمر هذه الميلشيات بالتحرك، من المشاركة في الحوار الذي لم يحدد موعد ومكان انعقاده بعد تأجيله مرتين.
في المقابل دعا البرلمان السابق الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الجديد للبلاد إلى موافاته عن المرحلة التي وصلت إليها في كتابة المشروع، واعتبر في رسالة وجهها إلى رئيس وأعضاء الهيئة أن هذه المرحلة الانتقالية الحرجة تحتاج من الجميع إلى تكثيف الجهود وتوحيدها وتكاملها من أجل التأسيس لدولة القانون والمؤسسات بموجب الدستور.
وحذر البرلمان من أن عدم الاستجابة لطلبه سيترتب عليه «عرقلة جهود الحوار الوطني والسعي إلى إخراج البلاد مما تمر به من مصاعب وأزمات».
إلى ذلك، وفي علامة على التعاون بين الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني والجيش الوطني بقيادة الفريق أول خليفة حفتر، أعلنت الحكومة موافقتها على طلب تقدمت به الرئاسة العامة للجيش الوطني بتخصيص 150 مليون دينار ليبي (125 مليون دولار أميركي) لدعم الجيش بالأسلحة والذخائر.
وقالت الحكومة في بيان لها إن الثني اجتمع مع عبد الرازق الناظوري رئيس الأركان العامة للجيش وعدد من أعضاء مجلس النواب، مشيرة إلى أن الناظوري عرض في الاجتماع ما وصفه بالحاجة الماسة للجيش إلى كميات من الأسلحة والذخائر بشكل عاجل للإسراع في حسم المعارك التي يخوضها ضد الجماعات الإرهابية المتطرفة، في الجبهات المختلفة من أجل تحرير المدن الليبية.
وأوضحت أن الناظوري سلم رسالة يطلب فيها تخصيص مبلغ 150 مليون دينار ليبي لهذا الغرض وبأسرع وقت ممكن، مشيرة إلى أن الثني وافق وأكد على «ضرورة قيام المصرف المركزي بتسييل المبلغ المطلوب في أسرع وقت، وتفادي التأخير في إجراءات التسييل، التي قد تعيق وصول الأسلحة والذخائر إلى الجيش في الوقت المناسب».
وشنت طائرات حربية تابعة للجيش الوطني هجمات مكثفة لليوم الرابع على التوالي على مواقع تابعة لجماعة فجر ليبيا المسلحة التي تسعى للسيطرة على ميناءي السدر ورأس لانوف، وهما أكبر ميناءين نفطيين بالبلاد.
وقال متحدث عسكري في السدر إن قوات الجيش أرسلت طائرات لقصف المقاتلين الذين كانوا يتقدمون على بعد نحو 40 كيلومترا إلى الغرب من السدر وداخل سرت أيضا، وهي مدينة كبيرة على الساحل، وأضاف أن الطائرات قصفت أهدافا عسكرية لكن إسماعيل الشكري المتحدث باسم الجماعة المنافسة قال إن أهدافا مدنية قصفت في سرت، بينما لم ترد أنباء على الفور عن وقوع خسائر بشرية. وتأتي هذه المعركة في إطار صراع أوسع للسيطرة على ليبيا التي تحوي أراضيها أكبر احتياطيات نفطية في أفريقيا.
وأقامت قوات الجيش خطا دفاعيا بالدبابات والمدافع المضادة للطائرات التي تحملها شاحنات على بعد نحو 10 كيلومترات من المرفأ، بينما قال قائد لوكالة «رويترز»: «نحن على اتصال بالقوات الجوية وحرس السواحل للتنسيق». كما شوهدت طائرة هليكوبتر وطائرة من طراز ميغ في حالة تأهب في مطار في رأس لانوف تستخدمه شركات النفط.
إلى ذلك، أعلن مسؤولون طبيون وأمنيون أن 5 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 35 آخرون في اشتباكات بين قوات الجيش والمقاتلين الإسلاميين في بنغازي، لكن مركز بنغازي الطبي كشف في المقابل عن وصول أكثر من 30 جريحا لقسم الطوارئ جراء هذه الاشتباكات، وقال في بيان إن هذه الإصابات تراوحت بين المتوسطة والخفيفة من ضمنهم 4 حالات في غرف العمليات ووصول 4 حالات وفاة. وتدور مواجهات في شرق ليبيا وغربها بين الجيش وقوات موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر من جهة وميليشيات متطرفة.