تقارير المنظمات الدولية تؤكد وجود الآلاف من الضحايا الأطفال الذين يتم استخدامهم في النزاعات المسلحة في مناطق التوتر حول العالم ، أكثرهم ضحايا لعائلاتهم وكثير منهم تم اختطافه أو تغريره وحتى شراؤه لاستغلاله لاحقا في عمليات انتحارية لادخل له فيها ، سوى أنه وقود لأزمات أكبر منه يتقدمها البلد المنقسم ، وليس آخرها الفقر الذي يدفع هؤلاء الأطفال إلى خيار العنف .
وتعليقا على هذا الموضوع قال الدكتور اعليا العلاني ، الأكاديمي والباحث في التيارات المتشددة ، في مقابلة مع أخبار الآن ، إن توظيف الأطفال من قبل التنظيمات الإرهابية يعود إلى عدة أسباب ، أولها السبب الأيديلوجي ، وهي الخطوة الأولى التي تقوم بها الجماعات المتشددة ، حيث عملية غسل الأدمغة ليست للاطفال فحسب ، وإنما أيضا لوالديهما والعائلات التي ينتسبون إليها . والسبب الثاني هو سبب مادي واقتصادي ، حيث أن العمليات الإرهابية هي عمليات مدفوعة الأجر مسبقا .
وأشار العلاني إلى أن هذه العمليات أصبحت تتكرر بشكل كبير في الآونة الأخيرة ، ليست في أفريقيا فقط ، بل في العراق وسوريا ، وهذا يعود إلى غياب الدولة وسيطرة التنظيمات الإرهابية على أجزاء مهمة من الأراضي في سوريا والعراق .
أما عن المنهجية التي تتبعها هذه الجماعات في غسل أدمغة الأطفال ، فقال الدكتور اعليا إن المنهجية تعتمد على قراءة حرفية للنص الديني ، وهو ما لا يفهمه الأطفال الصغار ، كما أشار إلى الأفراد المنتمين لتنظيمات إرهابية ، هم لا يفقهون في الدين شيئا . وأكد العلاني إلى وجود تقارير تقول في مضمونها إن تنظيم داعش يقوم بانتداب الأطفال حتى في غفلة عن أهلهم ، وتوهمهم بأنهم يتدربون في نوادي كشفية ، في حين يقع إعداد الأطفال وتدريبهم لعمليات قتالية ، وإحضارهم لعمليات قطع الرؤوس ورجم النساء ، ويقوم التنظيم بتهيئتهم نفسيا ، ليكونوا مستقبلا عناصر أكثر شدة وشراسة في تنفيذ المهمات التي يريدها هذا التنظيم .