اقتحم مسلحون من جبهة النصرة قرية جوزف إحدى قرى جبل الزاوية في ريف إدلب أمس الأحد، وسط إطلاق نار كثيف أدى إلى قتل أحد الأهالي، واعتقال عشرات آخرين.
وعلى إثر ذلك خرجت مظاهرة لتشييع فواز حميدي وتنديدا بجبهة النصرة. كما خرجت مظاهرة نسائية تطالب بالإفراج عن الشبان الذين اعتقلتهم النصرة قبل أن يقوم مسلحوها بتفريقهن.
يذكر أن أهل جوزف حاولوا تحييد القرية عن الحرب التي تشنها جبهة النصرة على فصائل في الجيش الحر، غير أنها كانت دائما تتلقى تهديدات بالاقتحام.
يشار إلى أنه وتجنبا للصدام قام أفراد من الجيش الحر الذين نأوا بأنفسهم عن قتال جبهة النصرة بالذهاب لدار القضاء التابعة للنصرة في محاول منهم لمعرفة موقف الجبهة من الذين لم يقاتلوا إلى صف الجيش الحر ضدها و كان موقف النصرة بعدم التعرض لهم وأعطتهم الأمان ما دامو مسالمين إلا من تورط في القتال.
لكن سرعان ما تم نقض العهد فخرج رتل لجبهة النصرة إلى قمة تل النبي أيوب المطل على بلدة جوزف اثناء تركيب مجموعة من الإعلامين للأجهزة بث إذاعية، فقامت جبهة النصرة بالاعتداء على الإعلاميين وتكسير معداتهم وأجهزة البث كما واعتقلت المرصد داوود المعروف على مستوى واسع في ادلب وريفها وذو أهمية كبيرة في المعارك ورصد الطيران وتحركات جيش النظام والإبلاغ عنه عن طريق أجهزة اللاسلكي وهو رمز من رموز الثورة في ريف ادلب.
وفي اليوم التالي يتفاجأ أهالي بلدة جوزف بأرتال لجبهة النصرة تحاصر المدينة بكافة أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة والمدرعات بقيادة كتيبة أحفاد عمر التابعة للواء الخنساء المنخرط مع الجبهة في قتال الجيش الحر.
بدأ الاقتحام وسط إطلاق نار كثيف فخرج عناصر الجيش الحر من منازلهم باتجاه الأراضي الزراعية خوفا من الاعتقال أو القتل فقانت جبهة النصرة بإطلاق النار عليهم أدى ذلك لمقتل شخص من القرية.
يصف أحد أهالي القرية ان دخول النصرة بكل هذه القوة أشبه باقتحام النظام، ويضيف ان هناك احد الشبان لجأ للمسجد مختبأ فلم تمنع حرمة المسجد مسلحي الجبهة من اطلاق النار عليه وأخرجوه منه وقاموا بالاعتداء عليه ضربا حتى كسرو يده والشاب يدرس في كلية الطب وخرج من سجن صيدنايا منذ أيام قليلة ووالده قائد كتيبة في ألوية صقور الشام الذي استطاع إيقاف عناصر الجبهة عن ضربه.
كما قامت جبهة النصرة بتفتيش المنازل بحثا عن السلاح والاعتقالات بالجملة حيث كان حصيلة الاعتقالات ما يزيد عن 50 شابًا من مختلف فصائل الجيش الحر ناهيك عن الإهانات والاعتداءات عليهم اثناء الاعتقال.
خرجت إثر ذلك مظاهرة نسائية تطالب بالإفراج عن الشبان الذين اعتقلتهم النصرة فقام عناصر الأخيرة بالاعتداء على النساء محاولين بذلك تفريق المظاهرة، وتلتها مظاهرة أثناء تشيع الشاب الذي قتل على أيدي النصرة لما تبقى من شبان القرية ولكن هذه المرة بهتافات أخرى تدعو لجمال معروف بالعودة وأخرى بالتنديد بجبهة النصرة وتندد بالانتهاكات التي تقوم بها ولم تسلم هذه المظاهرة من إطلاق النار لتفريق المتظاهرين.