أعلن الطاقم الطبي في المشفى الميداني لمدينة معضمية الشام بالغوطة الغربية في ريف دمشق، عن حالة الوفاة الرابعة لطفلة ولدت مشوهة بعد تعرض والديها إلى غاز السارين السام الذي استهدفت به قوات النظام المدينة بتاريخ 21-08-2013.
الدكتور "عمر حكيم" أحد الأطباء المشرفين على عمليات الولادة في مشفى الغوطة التخصصي، قال لـ"أخبار الآن": " كانت عملية الولادة قيصرية، وفارقت الطفلة الحياة فور ولادتها، والسبب يعود هنا إلى مدى التشوه الكبير الذي لحق بها، بعد تعرض والديها لغاز السارين السامر، والذي نتج عنه تشوهات جينية كبيرة للطفلة".
الطفلة المشوهة توفيت قبل أن ترى النور، هي طفلة لعائلة من مدينة داريا الملاصقة لمدينة معضمية الشام، نزحت اليها مع انطلاقة الثورة السورية، واستقرت فيها، لتتعرض عائلتها إضافة إلى عشرات الأسر في المعضمية لغاز السارين السام، الذي ضربته قوات النظام على المدينة.
وأضاف الطبيب: "ما زال لدينا في المدينة حالتين مشابهتين للتشوهات الولادية جراء تعرض كلا ذويهما أو أحدهما لغاز السارين، وهما تحت الرقابة الدائمة من الطاقم الطبي، رغم محتويات المشفى البسيطة وغير الكافية لعلاج مثل هذا الحالات الصعبة للغاية".
وأشار إلى أن حياة عشرات الأجنة مهددة بالموت بأي وقت ممن دخلوا في الثلث الثاني من الحمل، مضيفاً: "والسبب يعود هنا لفقدان الدواء المثبت للحمل، والبالغ سعره ما يزيد عن 1400 دولار أمريكي للحالة الواحدة، والواجب اعطاؤه للحامل كل ثلاثة أشهر من الحمل، لتبقى نتيجة الولادة مجهولة إلى حين اتمام الحامل شهور الحمل".
ووثقّ المشفى الميداني في المدينة ما يزيد عن 75 حالة اجهاض بين الحوامل لمرة واحدة أو أكثر، نتيجة عدم ثبوت الحمل لديهن، بسبب تعرض الزوج أو الزوجة لاستنشاق غاز السارين السام، وفقدان المشفى للإبر الخاصة بتثبيت الحمل.
بدوره، قال "أنس أبو مالك" مدير المركز الإعلامي في المدينة لـ"أخبار الآن": "كانت مدينة معضمية الشام من المدن التي تعرضت للقصف بالسلاح الكيماوي بتاريخ 21-08-2013، حيث استهدفت المدينة بعدة صواريخ تحمل غاز السارين السام، مما أدى إلى استشهاد العشرات من أبنائها، إضافة إلى إصابة المئات ممن كانوا متواجدين فيها خلال القصف".