ألحقت غارات طيران نظام الأسد أضراراً بالغة في القطاع الطبي في مدينة الرقة ومنطقة الطبقة في الريف، بالتزامن مع هروب عدد كبير من الأطباء من مناطق سيطرة التنظيم جراء التشديدات التي يفرضها التنظيم على الأطباء، وإجبارهم على إسعاف جرحى التنظيم ومعالجتهم.
أكثر من 150 غارة على مدينة الرقة خلال الأشهر الماضية، كانت كفيلة بإنهاء الخدمة جزئياً في المشفى الوطني في الرقة، بعد تعرضه للقصف.
وأكد الدكتور "أبو محمد" لـ"أخبار الآن" أن تنظيم داعش قام بعزل مدير مشفى الوطني في الرقة، وعيّن أحد أمراء التنظيم لإدارته، منوهاً أن داعش عملت على تنقل جميع معدات المشفى، وأجهزتها إلى المشافي الخاصة التي افتتحها التنظيم لمعالجة عناصره، وبقي المدنيين بدون مشافي لتقديم العلاج المجاني لهم.
ومع استمرار طيران النظام بقصف أحياء المدنيين في الرقة، وإهمال داعش لأرواحهم خاصة بعد تعرض شارع المتحف لعدد من الغارات الجوية، أكثرها شدة كانت "مجزرة المتحف" التي راح ضحيتها٢٠٠ قتيل، ونتيجة خروج المشافي عن الخدمة، وانعدام الطاقم الطبي والمواد الطبية، التحق بهم 40 قتيل آخرين.
يقول أحد المسعفين في المشفى الوطني بالرقة: "بعد قصف حي المتحف في شارع المنصور بغارتين متتاليتين، لم نستطع إنقاذ الجرحى ذوي الإصابات الحرجة بسبب عدم توفر أية مواد أو أجهزة طبية في المشافي، مما أدى لخسارة العديد من الأرواح، لم نسلم من قصف النظام ولا من بطش التنظيم".
بدوره، يقول "محمد" أحد شهود عيان المجزرة: "رأيت القتلى والجرحى فحاولت المساعدة، نقلنا الجرحى بسيارات مدنية لعدم وجود سيارات إسعاف تكفي لنقلهم، حاولنا إنقاذهم بشتى الوسائل وذهبنا لجميع المشافي، ولكن كانت خالية من الأطباء والمواد الطبية، فرأيت أن المشافي تحوّلت لبرادات للموتى وقبور لهم، لم تعد المشافي مكاناً لإنقاذ الأرواح بل لقتلها".
يقول "أمجد" أحد أبناء المدينة: "لم يعد أهالي الرقة بأمان في مدينتهم، ولا في بيوتهم، فلم ترحمهم صواريخ النظام، ولم يسلموا من اعتداءات داعش اللامتناهية بحقهم، فحتى المشافي التي أسست لإنقاذنا أغلقت أبوابها في وجوهنا".
وكان طيران النظام قصف المشفى الوطني في الطبقة بريف الرقة، ما أدى لمقتل أحد الاطباء، والكادر الطبي المساعد له بالكامل، إضافة لأضرار مادية كبيرة لحقت ببناء المشفى، أخرجته عن العمل ومنعته من استقبال المدنيين أو إسعافهم.