أكد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أن الوطن يواجه تحديات إقليمية غير مسبوقة، نتيجة لما حل بدول مجاورة أو قريبة من أزمات حادة عصفت بواقعها، ودفعتها إلى مستنقع الحروب الأهلية والصراعات الطائفية، مما يتطلب اليقظة والحذر. مؤكدا في الوقت ذاته أن المملكة لن تسمح بأي تهديد للوحدة الوطنية.
وأضاف مشددا «أؤكد لكم أن قيادتكم مدركةٌ لهذه التحديات وتداعياتها، وبعون الله وتوفيقه، ستبقى بلادكم تتمتع بما حباها الله من نعم عديدة وفي مقدمتها نعمة الأمن والاستقرار».
ونوه الملك المفدى في كلمتين إحداهما ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والأخرى مكتوبة، بمناسبة افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة لمجلس الشورى، بالمواقف الرائعة للمواطنين في مواجهة الفئة الضالة التي أثلجت صدورنا وطمأنتنا على صلابة وحدتنا الوطنية، .
وأضاف يحفظه الله مطمئنا الجميع «نمتلك قوة أمنية وعسكرية نفخر بها ونطمئن إلى فاعليتها في الحفاظ على أمن الوطن وحماية مكتسباته».
وتحدث الملك المفدى عن التطورات الطارئة في سوق البترول، مؤكدا أنه سيتم التعامل معها بإرادة صلبة، وبحكمة وحنكة كما حدث في الماضي، «وستبقى المملكة مدافعة عن مصالحها الاقتصادية، ومكانتها العالمية ضمن منظور وطني، يراعي متطلبات رفاهية المواطن، والتنمية المستدامة، ومصالح أجيال الحاضر والمستقبل»، لافتا إلى أن التطور الحقيقي هو الذي يتم وفق خطى موزونة، تراعي متطلبات الإصلاح، وتصب في صميم مصلحة الوطن والمواطن بعيدا عن العواطف.
كما تناول -موضوعات عديدة مما يهم المواطن في حياته اليومية، أمنا، عدالة، تنمية، تعليما، صحة، وتوظيفا.
وفي الشأن الخارجي قال «سعينا للقيام بدور فاعل خليجيا وعربيا وإسلاميا ودوليا لحل أزمات المنطقة وتجنيب بلادنا آثارها السلبية»، مشددا على مواقف المملكة الثابتة الداعمة لقضايا الأمة.
وفي ما يلي نص خطاب خادم الحرمين الشريفين الذي ألقاه سمو ولي العهد في افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة لمجلس الشورى:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة والأخوات أعضاء مجلس الشورى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في مستهل هذا اللقاء السنوي، الذي يجمعنا بهذه النخبة الطيبة من أبناء وبنات هذا الوطن الغالي، يسرني أن أقدم لكم الشكر على ما قام به مجلسكم من أعمال، وما اتخذه من قرارات، ساهمت في ترشيد خيارات وقرارات الحكومة، وفق ما تقتضيه مصلحة الوطن والمواطن.
لقد أثمرت جهود مؤسس هذه الدولة -طيب الله ثراه- عن قيام هذا الكيان العظيم، الذي أصبح من مسؤوليتنا جميعا حكومة وشعبا الحفاظ عليه وعلى مكتسباته ومكانته بين الأمم وعلى رسالته السامية، تلك الرسالة المستمدة من قيم الإسلام السمحة، ومن رغبة في الحوار والتفاعل مع الأمم الأخرى، بغية تحقيق الغايات الإنسانية المشتركة.
يجسد مجلسكم في تشكيله وحدة الوطن، وفي أعماله المشاركة في صنع القرار، فأنتم من قادة الرأي الذين تعتمد عليهم الدولة في صياغة حاضر ومستقبل الوطن، وهذا يلقي عليكم مسؤولية كبرى في مواجهة التحديات التي تتعرض لها بلادكم، وفي الدفع بمسار التنمية الوطنية في أبعادها المختلفة، لتحقيق تطلعات المواطن.
إن بلدكم يعيش في منطقة تشهد العديد من الأزمات، التي أفرزت تحديات كبيرة، وبفضل الله ثم بتعاون مجلسكم، وتضافر جهود حكومتكم تمكنا من التعامل مع هذه الأزمات، والاستجابة لهذه التحديات، مما جعل بلادكم واحة أمان في محيط مضطرب.
واليوم – وكما تعلمون – يواجه وطنكم تحديات إقليمية غير مسبوقة؛ نتيجة لما حل بدول مجاورة أو قريبة من أزمات حادة عصفت بواقعها، ودفعتها إلى مستنقع الحروب الأهلية والصراعات الطائفية، مما يتطلب منا اليقظة والحذر.
وأؤكد لكم أن قيادتكم مدركةٌ لهذه التحديات وتداعياتها، وبعون الله وتوفيقه، ستبقى بلادكم تتمتع بما حباها الله من نعم عديدة وفي مقدمتها نعمة الأمن والاستقرار