بدأ النازحون في تجمع مخيمات أطمة بريف ادلب إضراباً مفتوحاً عن الطعام حتى إشعار آخر، بسبب غياب المساعدات الإنسانية والعناية الطبية عن المخيمات بالتزامن مع تساقط الثلوج، وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون درجة الصفر.
وقال بسام أبو محمد مدير مخيم "الأورينت" لـ"أخبار الآن" إن الوضع مأساوي في المخيم، مشدداً على أن درجة الإهمال من قبل الحكومة المؤقتة وهيئة تنسيق الدعم التابعة للائتلاف وصل حداً لا يطاق، على حد تعبيره.
ونوه أبو محمد إلى أن المخيم يفتقد لكل مقومات الحياة، وقال: "لا يوجد شيء نهائياً حتى الخبز غير متوفر، والوضع بحاجة لتدخل عاجل وإلا فهناك كارثة ستحل بالنازحين من أطفال ونساء وشيوخ".
بدوره، قال أبو أحمد زريق مدير "مخيم الغيث" إن الإضراب سيشمل تجمع مخيمات أطمة "مخيم الكرامة ومخيم الِأورينت، مخيم الجزيرة ومخيم رياض الحرمين، ومخيم بشائر النصر، ومخيم يمامة الغاب، ومخيم الفقراﺀ والمحتاجين، ومخيم الاتحاد، ومخيم الانفال، ومخيم احساس، ومخيم هبة الله، ومخيم البراﺀ، ومخيم الوحدة، ومخيم الغيث، ومخيم الفاروق عمر ومخيمات أخرى"، مشيراً إلى أن الأهالي في قرى ريف ادلب المجاورة للمخيمات سيشاركون النازحين في إضرابهم عن الطعام بغية توجيه رسالة للحكومة والائتلاف وللدول التي تدعي دعمها لمخيمات اللاجئين مفادها أن لا شيء يصل هذه المخيمات التي تواجه أعتى عاصفة ثلجية تمر على المنطقة منذ عقود، وهم ليسوا في منازلهم وإنما في العراء وفي خيم نالت نصيبها من حر الصيف وبرد الشتاء".
وأكد زريق أن عدد المشاركين في الإضراب يتجاوز 130 ألف نسمة، منوهاً إلى أن المشرفين على الإضراب سيعقدون مؤتمراً صحفياً غداً الثلاثاء لإعلان مطالبهم وتقديمها للرأي العام.
وأشار زريق إلى أن العائلات كافة التي تعيش في المخيمات شاركت في الإضراب، ولم تخرج أية عائلة خارج المخيم بهدف التضامن مع العائلات التي لا تستطيع الخروج نحو القرى المجاورة أو إلى الداخل التركي.
بدوره، قال أحد منظمي الإضراب لـ"أخبار الآن" إن الهدف هو لفت الانتباه لأوضاع الأهالي في المخيمات، والوضع المزري الذي آلت إليه الأمور منذ بداية العاصفة الثلجية، وانقطاع الرعاية الصحية والطبية، مؤكداً أن شعار الإضراب "نموت ليحيا أطفالنا". ونوه إلى أن الأطفال لا ينامون في الليل خوفاً من نزع الهواء من الخيم، والبرد شديد والوسائل التي تساعد على مجابهة البرد والعاصفة شبه معدومة.
ووصلت درجة الحرارة في مناطق ريف ادلب إلى (-4) بعد تساقط الثلج على المخيمات مساء السبت، واجتياح موجة من الصقيع لريف ادلب المحاذي للحدود التركية.
وكانت "أخبار الآن" نقلت مناشدات النازحين في ريف ادلب وعدد من المناطق بغية لفت الأنظار إلى وضع النازحين في الخيم والأوضاع المأساوية التي يمرون بها، حيث ناشدوا بضرورة العمل العاجل على مساعدتهم في تخطّي هذه العاصفة بالأغطية الصوفية واللباس الصوفي، بشكل عاجل مع تأمين فرق إسعاف إلى تلك المخيمات، وتأمين مستلزمات المدافئ الحطبية بشكل خاص.