لم تعد معاناة السوريين في المناطق التي يفرض النظام حصاره عليها مقتصرة على القصف وانعدام الطعام والشراب، بل باتت قصص معاناتهم تشمل جميع نواحي حياتهم لتبلغ ذروتها في البرد الذي يفتك بأجسادهم في ظل العاصفة التي تخيّم فوق رؤوسهم والتي أكملت بذلك حلقات المعاناة التي يعيشها الأهالي هناك.
ولكن بالرغم من جميع حلقات المعاناة التي يعايشها الأهالي مع هذه العاصفة، إلّا أن بصيص الأمل لم يكن غائباً عن أنظارهم، إذ رأى الأهالي في هذه العاصفة سبيلهم في الاستراحة من القصف الجوي اليومي ومن براميل الموت المتساقطة فوق رؤوسهم، إذ إن العاصفة خلقت لهم حظراً جوياً ربانيّاً حماهم من الخوف والفزع الذي يعيشونه بشكل يومي خوفاً من مروحيات النظام وطائراته الحربية.
فالغيوم والأمطار، والرياح القوية، كانت كفيلة بتحقيق حلم مئات الآلاف من السوريين المتمثل في الحظر الجوي، والذي لطالما لم تستطع دول العالم أجمع أن تحققه لهم رغماً عن آلاف النداءات لتحقيقه.
ويتحدّث أبو حسين -أب لعائلة بريف حماة- بأن العاصفة ورغماً عن ما يعانونه من أمراض وبرد فتك بأجساد أطفاله النحيلة، إلّا أنهم من أسعد ما يكون، وذلك بسبب العاصفة التي أهدتهم ساعاتٍ من النوم العميق دون الخوف من قذيفة قد تهدّم منزلهم فوق رؤوسهم أو صحوة على صوت البرميل وهو يدمّر ويقتل.
ويضيف "أبو حسين" أن الأهالي يتمنون بقاء العاصفة وفصل الشتاء إلى أن يسقط النظام وحكمه، فالبراميل والمروحيات أنهكت الحجر والبشر، والعاصفة هي السبيل الأوحد للحماية من السلاح الجوي.
وعاد الطيران المروحي، لاستكمال مسلسل إمطار المدن والبلدات المحررة بالبراميل المتفجرة، بعد حالة الصحو الجزئي وانقشاع الغيوم، حيث سقطت 10 براميل متفجرة، على بلدة كفر زيتا بريف حماة الشمالي، ما أدى لدمار هائل في منازل المدنيين، كما استهدف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة كل من بلدة اللطامنة، والزكاة، ومحيط قرية الزلاقيات في الريف الشمالي، حيث سجل سقوط أكثر من عشرة براميل متفجرة.
وأكد عدد من أهالي ريف حماة الذين التقاهم مراسل "اخبار الآن" أنهم باتوا يفضلون الثلج والبرد على القصف بالبراميل والحاويات المتفجرة التي تمطر المدن والبلدات يومياً.