أصدر تنظيم داعش مؤخرا قرارا يقضي بفتح باب التوبة للمقاتلين السابقين في الجيش الحر وجبهة النصرة وأحرار الشام و جنود النظام "من السنة" ممن كانوا يقاتلون التنظيم قبل سيطرته على ديرالزور.
ملاذ الفراتي المنسق في حملة دير الزور تحت النار قال في حديث خاص لأخبار الآن :"إن عناصر من التنظيم قاموا الجمعة ٢٠١٥/٠١/٠٩ بتوزيع منشورات صادرة عن ديوان ولاية الفرات حسب مسميات التنظيم، في مدينة البوكمال السورية، تضمنت المنشورات ترويجا لفكرة جديدة يتخذها التنظيم للإيقاع بنعارضيه ومن حمل بوجهه السلاح أثناء المعارك السابقة.
وأضاف الفراتي أن الشروط التي تتضمنها هذه المنشورات تشير بوضوح إلى أن هذه الخطوة ما هي إلا طريقة ملمعة للإيقاع بالمقاتلين السابقين، وفكرة جديدة في القضاء عليهم.
وأن من بين الشروط التي وضعها التنظيم، إقرار الشخص "التائب" على نفسه بالردة ومن ثم التوبة التي توجب عليه بحسب ذات المنشورات الالتحاق بمعسكرات شرعية يلتحق بعدها التائب بإحدى جبهات القتال التي تشهد معارك محتدمة في العراق وسورية في الوقت نفسه.
تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي بدأت مناطق واسعة من ريف دير الزور تشهد ظاهرة استقبال قوافل من جثث المقاتلين من أبنائهم الذين إلتحقوا بالتنظيم مؤخرا، وقتلوا في معارك متفرقة في العراق وسوريا.
يتابع الفراتي أن أكثر من خمسة وثلاثين مقاتلا من أبناء ريف دير الزور الشرقي فقط، لقوا حتفهم في المعارك التي يخوضها التنظيم في العراق مؤخراً.
وكشف الفراتي أن تنظيم داعش يتبع سياسة نقل المقاتلين من أبناء دير الزور للقتال في العراق وقال إن داعش وبعد إحكام سيطرته على دير الزور وريفها بدأ بالتخلص من أبناء المنطقة وتبديل مواقعهم، حيث تم في الفترة الأخيرة نقل أغلب عناصر التنظيم من أبناء دير الزور إلى العراق، وزجهم في الصفوف الأولى للمعارك المحتدمة هناك.
الجدير بالذكر أن داعش يعتبر كل من قاتله أو حمل السلاح في وجهه مرتدا عن دين الإسلام ويجب قتله.
ويشمل القرار الجديد الذي أصدره التنظيم لفتح باب التوبة الأفراد الذين لجأوا إلى تركيا بعد سيطرة التنظيم على المنطقة، إلا أن القرار استثنى بشكل نهائي قادة الفصائل العسكرية بمختلف توجهاتها.
وبحسب حملة دير الزور تحت النار فإن التنظيم لجأ إلى هذا القرار لتغطية النقص الكبير في عناصره بعد أن تكبد خسائر كبيرة في صفوف عناصره في المعارك الأخيرة في عين العرب كوباني السورية، وفي مناطق متفرقة من العراق كحديثة التي شهدت معارك قوية وشهدت قصفا جويا لقوات التحالف أودى بحياة الكثير من مقاتلي التنظيم، بالإضافة إلى جبل سنجار ومناطق أخرى متفرقة من العراق.
وأيضاً يحاول التنظيم من خلال هذا القرار السيطرة على معارضيه أو تصفيتهم بطريقة لا تثير السخط لدى العامة من خلال كثرة الإعدامات التي ينفذها التنظيم بحق معارضيه، وذلك من خلال زجهم في الخطوط الأولى للمعارك في محاولة لتغطية الخسائر الكبيرة في صفوفه.