في تعليقه على القسم الأخير من سلسلة (داعش ..كشف المستور) الذي تقدمه أخبار الان والذي ركز اليوم على كيفية التأثير في حياة ابو حمزة التونسي المنشق عن تنظيم داعش و كيفية تغيير حياته و تشويهها ، وابرز المواقف التي آلمته عندما تواجد مع تنظيم داعش … قال الدكتور اعليا العلاني الخبير في الجماعات المتشددة من تونس " ان ابو حمزة هو نموذج لكثير من الشباب في الوطن العربي الذين ذهبوا للقتال , وهذا النموذج للمقاتل المنكسر المنهزم المتوتر الناقم على نفسه ومجتمعه والذي يقر في هذا الشريط بأنه لا يدافع عن قضية " وهنا تساءل الدكتور اعليا , عن الذين انتدبوا مثل أبو حمزة سواءا في المساجد والجمعيات الدينية وخاصة في فترة حكم التيارات الإسلامية خاصة في مصر وتونس فكانوا يقولون لهم انهم سيذهبوا للقتال في سبيل الله وأنهم سيقاتلون من أجل قضية عادلة فإذا به يروي عبر هذه الشهادة وهذه الحلقات كيف كان يومه يوم قتال ونهاره نهب واغتصاب ويعود منكسر ومتوتر نفسيا . فتساءل الدكتور اعليا " ان هؤلاء الالاف المؤلفة الذين لا بد انهم سيعودون الى بلادهم فهم سيكونوا ضحايا , فجراح ابو حمزة كل هذا الوقت لم تندمل ويصعب ان تندمل في القريب وأمثاله الاف مؤلفة و بالتالي من غرر بهم للذهاب الى جبهات القتال هم المجرمون الحقيقيون واليوم لا بد من استخلاص العبرة " .
أضاف الدكتور اعليا " ان هذا الشريط وأجزاؤه الخمسة التي تابعناها على شاشة الان لا بد ان يكون مهما لعلماء التاريخ والشؤون السياسية والدينية. فهو مهم لعلماء التاريخ لانه يؤرخ لفترة سوداء في تاريخنا العربي في مطلع القرن الواحد والعشرين واما العلوم السياسية فقد وضع هذا الشريط الإصبع على انواع من الجرائم والقتل والتعذيب أصحابها يفلتون من العقاب والمنظمات الأممية لا تتخذ قوانين لإعتبار ان مثل هؤلاء يقومون بقضايا ارهاب ضد الإنسانية , لذلك منظومة التشريعات القانونية ستضطر الى ادراج قوانين تجرم مثل هذه الأعمال التي تقوم بها داعش , وهو وثيقة هامة للباحثين في العلوم الدينية حيث ستدفعهم ان يفكروا في مثل هذه الفتاوى حول القتل والإرهاب وهذه التيارات الإرهابية لديها نظرية في الإرهاب ومن واجب العلماء البحث في تفنيد مثل هذه الفتاوى وهذا الشريط هو بمثابة القنبلة في هذه المجتمعات الراكدة " .
وبين الدكتور اعليا " ان الرسالة من هذا الشريط هو للشباب فهو يقدم رسالة من شخص حي كان في جبهة القتال من شخص ذهب بلهفة الدفاع عن قضية واذا به يعود رغم ضغر سنه يعود منكسرا متألما يحاسب نفسه على الأشخاص الذين قتلهم بدون وجه حق اذن ماذا بقي من حياة هذا الشاب وما هي السعادة التي سيبحث عنها , لذلك الشباب الذين يستمعون الى هذا الشريط سيحسبون الف حساب لدعوات الشر التي يجرها اليهم دعاة الشر من أجل ملئ جيوب صناع الموت " .
وعن الموقف الذي تعرض له ابو حمزة من قتل المئات من المسلمين ممن يشهدوا الشهادتين ويقوموا بإحراقهم قال الدكتور اعليا " ان ما ورد في الشريط ما يوضح الفظاعة التي لم تقع ربما في الحرب العالمية الثانية هذه الفظاعة التي ترتكب باسم الدين وهذا القتل الممنهج وربما النفس البشرية المعززة وان الله عز وجل خلقنا في الكون لتعميره ولا لتدمير البشر اذن هذا الشخص الذي قتل مئات الأشخاص هي رسالة للشباب ان هذه هي أقصى ما وصلت له الفظاعة لدى هؤلاء , وبالتالي التأثير لهذا الشريط سيكون له تأثير كبير في العائلات والشباب والأنظمة السياسية لكي تغير من منظومتها التربوية ".