رأى د.برهان غليون الرئيسُ الأسبق للمجلس الوطني السوري أن روسيا أضاعت فرصة كبيرة في الحل السياسي للمسألة السورية، بعد أن ارتكبت أخطاء نفرّت المعارضة إلى حد كبير، وخلال حوار خاص لأخبار الان أجراه الزميل هاني الملاذي يعرض الجمعة القادمة ٦ مساءً بتوقيت الإمارات، رأى غليون أن اجتماع موسكو لم يعد له معنى بعد أن اعتذرت كل أطياف المعارضة عن المشاركة من دون شروط.
إلا أنه لم يستبعد عودة المعارضة للمشاركة في حال وجود تطمينات بالاستناد إلى قرارات جنيف، وقال غليون، "ترك الموضوع للروس كي يجربو حظهم، وأنا أعتقد أن الروس أضاعوا فرصة كبيرة وكان بإمكانهم أن يلتقطوا هذه الفرصة الثمينة أنهم هم المبادرون وأنهم طرف مهم بالصراع وهم طرف إلى جانب النظام وأن يقوموا هم بمبادرة تشجع المعارضة على أن تدخل في مسار سياسي، ماقاموا به في الحقيقة سواء لأخطاء سياسية أو لأخطاء الغطرسة هو عمل نفر المعارضة إلى حد كبير.
طرف من المحاربين الذين هم مع نظام الأسد عين أسماء الوفد المفاوض هذا لم يحصل في التاريخ ولايمكن أن تحصل، هي خطيئة أكبر من خطيئة، معناها هم يريدون أن يفاوضوا أويحاورا أنفسهم وليس يحاوروا الطرف الآخر، ماعرفت موسكو تستغل الفرصة، أنا بعتقد ماعاد إلو معنى اجتماع موسكو لأن معظم تيارات المعارضة من الائتلاف لهيئة التنسيق لبناء الدولة حتى المعارضة المعتدلة اليوم غير قادرة على الذهاب بالشروط التي فرضها الروس ..فرض الروس الشروط أن تذهب المعارضة ودبروا راسكم.
أنا "بعتقد أن المعارضة بحياتها مارفضت أن تدخل بمفاوضات جدية من أجل إيجاد حل سياسي على أساس بيان جنيف، إذا عاد الروس وعدلوا من عملهم ويعترفوا بشكل أساسي أن العمل ليس حوار وإنما مفاوضات على أساس بيان جنيف ومفاوضات تدعى لها منظمات المعارضة، المفروض أن المعارضة تروح ولاترفض، لأنه في مصلحة للمعارضة أن يبدأ المسار لأن الشعب ميت،يقال إنه لو طلب من الائتلاف أن يذهب من بعض الأطراف المؤثرة، مابعتقد أنو الائتلاف خاتم بيد أي دولة، ممكن يكون في أشخاص يتأثروا بسياسة هذه الدولة أو تلك لكن الائتلاف كمؤسسة إذا اجتمعت الهيئة السياسية مارح يكون في قرار بالشروط الراهنة أن يذهب، إلا إذا صار في تطمينات حقيقية حول أجندة وجدول أعمال يؤدي إلى طرح المسألة بشكل جدي وعلى أساس جنيف"
يشار إلى أن د.برهان غليون الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري، أستاذ علم الاجتماع السياسي، ومؤلف العديد من الكتب الهامة منها
المسألة الطائفية ومشكلة الأقليات، ثقافة العولمة وعولمة الثقافة، العرب وعالم ما بعد 11 أيلول،بيان من أجل الديمقراطية،اغتيال العقل، مجتمع النخبة، المأساة العربية: الدولة ضد الأمة، نقد السياسة: الدولة والدين
د.غليون الذي هاجر من مدينته حمص عام 1969 قاصداً فرنسا حيث أقام فيها أربعة عقود ولايزال، وفيها حصل على أرفع الشهادات والمناصب العلمية، دكتور دولة في العلوم الاجتماعية والإنسانية ومدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون في باريس، د.برهان غليون أول من ترأس المجلس الوطني السوري حين تشكل في تشرين الأول/أكتوبر 2011.