شاع مصطلح "الترفيق" في أوساط الشعب السوري بالمناطق الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، وهو عبارة عن دفع مبالغ مادية كـ"خوّة" لعناصر ميليشات النظام المعروفين بالشبيحة، والتي تقوم بمرافقة عدد من شاحنات نقل البضائع من منطقة لأخرى بهدف حمايتهم من التفتيش او التوقيف أو مصادرة السيارات والبضائع التي بداخلها من قبل حواجز النظام في تلك المناطق.
وأفاد أبو محمد -سائق شاحنة بضائع على الطريق الواصل بين حماة – لبنان لـ"أخبار الآن: "أنه يقوم بدفع "رسوم ترفيق" بمبالغ تصل إلى ستين ألف ليرة سورية لإيصاله إلى مدينة حمص فقط، ومن ثم يتابع دفع مبالغ أخرى إلى شبيحة النظام في حمص ليتابع طريقه بسلام إلى لبنان".
ويقول محمد أن دفع تلك المبالغ توفّر عليه مخاطر مصادرة النظام لشاحنته وبضاعته التي بداخلها، كما أنها توفّر له الحماية من الذل والإهانة التي يتعرض لها السائقون بشكل دائم على حواجز النظام على خط "حماة – حمص – لبنان".
وتحدّث أحد التجار في حمص "أبو بلال" أن هذه الرسوم التي يدفعها لشبيحة النظام من أجل حماية بضاعته تنعكس بشكل مباشر على تكاليف البضائع مما يؤثر بشكل مباشر على المواطن التي يتحمل عبء تلك التكاليف بأكملها.
وأضاف أن شبيحة النظام المسؤولون عن الترفيق على طريق حماة – حمص فقط، يجمعون مبالغ تصل إلى مليون ليرة سورية في كل يوم، وذلك بسبب عبور عشرات الشاحنات بشكل يومي عبر ذلك الطريق الواصل بين حماة وحمص ودمشق ولبنان.
وأردف أن مبلغ الترفيق في حال نقل بضاعة إلى مدينتي طرطوس أو اللاذقية قد يصل إلى أكثر من مئة وخمسين ألف ليرة سورية، وذلك نتيجة كثرة حواجز النظام والشبيحة على طريق بيت ياشوط الواصل إلى هاتين المحافظتين، مشيراً إلى أن هذا الطريق بشكل خاص هو الأكثر عرضة لخطف السائقين والشاحنات وكذلك البضائع من قبل شبيحة القرى الموالية للنظام، التي تتمركز على أطراف ذلك الطريق الذي تمر عبره الشاحنات بشكل إجباري.
ويدفع المواطن السوري الذي يعيش في مناطق سيطرة النظام تكاليف الترفيق جراء اضطرار التجار لرفع أسعار المواد التي يقومون باستيرادها من لبنان إلى الداخل أو حتى من العاصمة إلى باقي المحافظات.