(ادخلوا عليهم الباب) هي المعركة التي اطلقها الثوار، وتجلت في تحرير اللواء 82 دفاع جوي لتكون مدينة الشيخ مسكين محررة بالكامل، وتصبح واحدة من المدن التي تخرج من قبضة النظام ضمن التآكل الحاصل في مناطق نفوذه وسيطرته، ضمن استراتيجية عميقة للجيش الحر هدفها الأخير مركز مدينة دمشق، حيث يتركز ثقل النظام ونخبة قواته وتهدف هذه الاستراتيجية إلى القضم التدريجي لمناطق النظام.
أهمية اللواء 82
يعتبر احد أهم مواقع تمركز جيش النظام في ريف درعا الشمالي، والذي تحصنت فيه قواته بعد هزيمتها في مدينة الشيخ مسكين و نوى في أواخر عام ٢٠١٤.
من أكبر الألوية الدفاع الجوي في سورية، يغطي الفرقة الخامسة، ويشكل طوق حصار على الشيخ مسكين من الجهة الشمالية، ويحتل مواقع متقدمة لتأمين باقي التشكيلات العسكرية النظامية في مدينة ازرع، وكان يسيطر على طرق الثوار ويرصد تحركاتهم، ويمنع توجههم نحو كل من مدينتي الصنمين وازرع، إضافة إلى أن هذا اللواء يشكل تهديداً مباشراً وكبيراً للمناطق الآهلة بالسكان المحيطة به وبنقاطه.
يعد اللواء 82 بالنسبة لجيش النظام مركز رصد حصين للأوتستراد الدولي، ومدينة ازرع التي تحوي اللواء 12 والفوج 175 أخر معاقل النظام شرقي درعا.
وتتجه أعين كتائب الثوار الآن شمالا حيث المعارك بريف درعا التي تمتد إلى الصنمين والتي تضم اللواء 15 والفرقة التاسعة لفرض سيطرتهم الكاملة على المنطقة، وباتجاه الشرق للسيطرة على مدينة ازرع الخاضعتين لسيطرة جيش النظام.
ويعتبر اللواء أهم مواقع الدفاع عن العاصمة دمشق، كما يقطع طريق دمشق درعا القديم، ويعتبر الخاصرة الجنوبية لقوات الأسد المتمركزة في الفقيع والقنية ومحجة وصولاً إلى الفرقة التاسعة في الصنمين، وبتحريره يكون الثوار وصلوا مشارف ازرع والأتستراد الدولي "دمشق-عمان" بالإضافة لقربهم من اللواء ١٥.
وقال احمد أبو رويشان، عسكري في محافظة درعا في حديث خاص لـ"أخبار الآن" إن تمشيط المنطقة المحررة مؤخراً، لم يزل مستمرا بخطًا ثابتة وخاصة في الجزء الخلفي للواء بعد سيطرة الثوار عليه، والتي كانت قد استماتت قوات جيش النظام بالدفاع عنه لأهميته الاستراتيجية، فاستعانت بقوات تضع شارات صفراء على بزاتهم العسكرية، يعتقد أنهم عناصر من حزب الله اللبناني وقوات الحرس الثوري الإيراني، مؤكداً أنهم تمكنوا من أسر عدد من العناصر والضباط من جيش النظام بينهم ضابط برتبة عقيد وهو العقيد عبد الرحمن الشيخ حسين.
العيون نحو دمشق
الشيخ مسكين هي إحدى المدن التابعة لمحافظة درعا، تقع على طريق دمشق درعا القديم، وتبعد عن دمشق حوالي خمسة وثمانين كم، وعن مركز محافظة درعا 22 كم، وتشكل مع نوى وازرع خط الدفاع الأساسي للنظام، وتعتبر عقدة مهمة تتوسط مجموعة من المواقع والبلدات الاستراتيجية، والتي يجب السيطرة عليها لتأمين طرق الثوار وحركتهم باتجاه دمشق حيث، يقع اللواء 82 شمالها، ويسيطر بذلك على مجموعة طرق مهمة، وتعتبر السيطرة عليها أساسية وضرورية للتقدم والسيطرة بشكل كامل على اتوستراد دمشق درعا الدولي الذي يربط سوريا بالأردن، ويساهم على المدى المتوسط في تطويق الفرقة التاسعة الواقع مقر قيادتها في الصنمين، وعزلها عن باقي وحدات الجيش والاتجاه نحو ازرع التي تحتوي مقر الفرقة الخامسة.
كما تعتبر المنطقة الجنوبية لسورية خط الدفاع الأول لدى النظام في عقيدته العسكرية، وهي مركز الثقل لمعظم قطعات الجيش ففيها تنتشر ثلثا وحدات جيش النظام سابقاً، ولكن الحرب في سوريا دفعت النظام لدفع جزء كبير نسبياً من قواته إلى المناطق الشمالية والشرقية، مع ذلك بقيت لديه قوى كبيرة في الجنوب تتعرض الآن للتفتيت والهزيمة التدريجية.
يحتوي هذا اللواء على بطاريات صواريخ كفادرات "أرض- جو" متوسطة المدى مضادة للطيران.
وتظهر في الصور الواردة منه إحدى هذه العربات وعليها صواريخها الثلاثة لكن لا تظهر الصور وجود باقي محطات البطارية من رادار توجيه لهذه الصواريخ وباقي العربات ما يخفض احتمالية تشغيلها لاحقاً.
حال هذا اللواء لا يختلف كثيراً عن حال باقي وحدات الدفاع الجوي الصاروخي الأخرى لدى النظام، فبسبب تركيز النظام على دحر الثوار الذين لا يملكون طائرات بطبيعة الحال، فقد تعرضت القدرة الأساسية للواء والمتمثلة ببطاريات الكفادرات للإهمال، بسبب موقع المتوسط الاستراتيجي وقدرته على تأمين تغطية نارية لمنطقة واسعة حوله، تمتد الى الحدود مع فلسطين، تعتبر خسارة هذا اللواء مع هذه المدينة ضربة قاصمة وكبيرة للنظام وشرخ جديد في خط دفاعه الأول عن دمشق.