أقدم تنظيم داعش على حرق العشرات من الكتب الادبية في المكتبات الخاصة والجامعية داخل مدينة الموصل وقضاء المقدادية في العراق أمام جموع الناس.
واشار مواطنون في مدينة الموصل الى أن عناصر داعش أقدمت على جمع الدواوين الشعرية والروايات وقصص الأطفال وغيرها من المؤلفات الأدبية من المكتبات الخاصة في منطقة المجموعة الثقافية وحرقها أمام عامة الناس، فيما أفاد مصدر محلي في محافظة ديالى بأن تنظيم داعش احرق أكثر من ألفي كتاب صادرها أثناء عمليات تفتيش لمنازل سكنية في شمال قضاء المقدادية لأن هذه الكتب تحمل مضامين ادبية وشعربة وعلمية ودينية مختلفة في اطراف منطقة الزور شمال قضاء المقدادية، كان قد جمعها اثناء عمليات التفتيش والتمشيط لمنازل سكنية في قرى شمال القضاء.
وبعد أيام من نهب المكتبة المركزية، اقتحم مسلحون من داعش مكتبة جامعة الموصل، وأضرموا النيران في مئات الكتب الخاصة بالعلم والثقافة وأتلفوها أمام الطلبة. وقال أستاذ للتاريخ في جامعة الموصل، رفض ذكر اسمه خوفا من بطش داعش، إن المتطرفين بدأوا الهجوم على مجموعات من الكتب في مكتبات عامة أخرى خلال الشهر الماضي. وأشار إلى وقوع دمار كبير لأرشيف المكتبة الإسلامية، ومكتبة الكنيسة اللاتينية ودير الآباء الدومنيكان ومكتبة متحف الموصل التي تحتوي على أعمال يعود تاريخها إلى 5 آلاف عام قبل الميلاد.
وأشار الأستاذ، نقلا عن بعض السكان المحليين الذين يقيمون بالقرب من تلك المكتبات، إلى اعتياد المسلحين المجيء أثناء الليل وتحميل المواد على شاحنات بها ثلاجات وتحمل لوحات سورية.
وغير معروف حتى الآن مصير تلك المواد القديمة رغم أن الأستاذ أشار إلى احتمال بيعها في السوق السوداء. وصرح مسؤولون عراقيون وسوريون خلال شهر سبتمبر (أيلول) بأن المسلحين ربحوا كثيرا من بيع تلك المحتويات العتيقة.
ودمر تنظيم داعش منذ هزيمته لقوات الحكومة والسيطرة على مدينة الموصل الصيف الماضي عددا كبيرا من المواقع التاريخية الأثرية، بما فيها أضرحة الأنبياء شيث وجرجيس ويونس التي تعود إلى قرون مضت.
وقال النائب في البرلمان العراقي حاكم الزاملي إن تنظيم داعش «يعتبر الثقافة والحضارة والعلم أعداء شرسين له». وشبّه الزاملي، الذي يرأس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان، داعش بالمغول الذين اجتاحوا المنطقة في العصور الوسطى، ونهبوا بغداد عام 1258م.
وتم إلقاء المؤلفات القديمة الخاصة بالتاريخ والطب والفلك التي كانت موجودة في المكتبات في نهر دجلة، مما جعل مياه النهر سوداء اللون بفعل الحبر، كما يقال. وأوضح قائلا: «إن الفرق الوحيد هو أن المغول ألقوا بالكتب في نهر دجلة، بينما يحرقهم تنظيم داعش الآن. تختلف الطريقة، لكن العقلية واحدة».