بعد أربع سنوات من الحرب و تجنيد نظام الأسد لكل من أمكن تجنيده للقتال في صفه و الاحتفاظ بعدة دورات من المجندين إجباريا في جيشه، يبدو أن بعض الجنود باتوا يسعون للخلاص من هذه الحرب الطاحنة ولو على حساب صحتهم، لكن النظام الذي زج بهم في معركة طويلة الأمد ضد السوريين لم ولن يسامح أي "متخاذل في الدفاع عن وطنه" حسب زعمه.
ضابط في مشفى المزة العسكري والمعروف بمشفى 601 صرح بمعلومات خاصة لأخبار الآن تفيد بتورط عشرات الجنود شهريا في إطلاق النار عمدا على مناطق غير قاتلة من الجسد لكنها في قوانين الخدمة العسكرية في سوريا تعفي صاحبها من الخدمة وتمنحه التسريح.
المصدر الذي فضل إخفاء هويته قال إن عشرات الجنود شهريا بينهم شبيحة يصلون بشكل شبه يومي إلى مشفى 601 بسبب تعرضهم للإصابة وعند الكشف عليهم وتحديد نوع الإصابة ومصدرها يتبين أنهم أطلقوا النار عمدا على أجسادهم كي يتخلصوا من جحيم الحرب الذي يعيشون فيه خصوصا من مناطق ساخنة استعصى على جيش النظام استعادتها كحي جوبر و داريا قرب دمشق.
وبحسب المصدر فإن هؤلاء المصابين يحالون فورا إلى التحقيق الذي يشرف عليه فرع الأمن العسكري والشرطة العسكرية لمعرفة الأسباب والدوافع وفي الغالب تتم تصفيتهم بتهمة التخلي عن الوطن والفرار من أرض المعركة.
وأضاف المصدر أن المجندين المحتفظ بهم لدورات إضافية هم أكثر من تعرض للتصفية في مشفى المزة العسكري إضافة لعدد من الشبيحة الذين يجدون أنفسهم على جبهات القتال المشتعلة وهو ما لم يكونوا يسعون إليه حين تطوعوا في صفوف اللجان الشعبية رغبة بالسلطة الممنوحة لهم على حواجز دمشق.
وقال المصدر إن قسم الإسعاف في المشفى يستقبل الحالات التي تأتي من الجبهات المشتعلة حيث يكون هناك جنودا أصيبوا بالفعل خلال الاشتباكات مع الثوار عندها يستغل أحدهم الوضع و يطلق النار على نفسه بغية الحصول على تسريح نهائي أو على الأقل الحصول على فترة نقاهة، لكن الأطباء يميزون بين الإصابات الحربية وبين هذا النوع من الإصابات الذي يكون فيه مصدر النيران قريبا جدا من الجسم.