أخبار الآن | سوريا حلب (نزار محمد)
تتدخّل الميليشيات الشيعية الأجنبية بشكل مباشر في المعارك مع فصائل الثوّار عند أطراف حلب بعد العديد من عمليات الاعتقال لعناصر إيرانيّة وأفغانيّة، زجّ بهم الحرس الثوري الإيراني سابقاً على هذه الجبهات، واعتقل العشرات منهم منذ أشهر.
منذ أيّام تمكّنت الجبهة الشاميّة من إلقاء القبض على عنصرين كانا قد تطوّعا في جيش الدفاع الوطني التابع للنظام، وأجري تحقيق معهم لتكتشف الجبهة تفاصيل جديدة للإعلام تتعلّق بالأوامر التي يتلقّاها العناصر من قادات المعارك لدى النظام.
اعتراف
بثت "الجبهة الشاميّة" اعترافات لعنصرين من عناصر الدفاع الوطني وهما "حمدي الأمير – حسام محمد" من بلدة بيانون الواقعة بريف حلب الشمالي.
وجاء في اعترافهما، حسب المقطع المصوّر، الذّي نشرته الجبهة الشاميّة على صفحتها الرسميّة أنّهما شاركا في القتال في معارك عديدة مثل جبهة العامرية والطعانة وجبل عزان ونقاط عسكرية أخرى.
واعترفا بتطوّعهما في الدفاع الوطني منذ ثمانية أشهر، وأكّدا أنّ النظام يزجّ بالعساكر السوريين في خطوط القتال الأماميّة، أمّا العناصر الشيعيّة من المرتزقة الإيرانيين والأفغانيين المنتشرين حالياً على أكثر من جبهة في ريف حلب يرابطون في الخطوط الخلفيّة، فيجعلون من العساكر والشبيحة السوريين دروعاً بشرية لهم.
وعن الأوامر التي تأتيهم من قياداتهم أحياناً، قال أحد العناصر: "اعتقلنا من إحدى القرى امرأتين وسلّمناهما لقائدنا في المعركة، وهو بدوره قام بتسليمهما إلى العناصر الشيعيّة المشاركين معنا في القتال، بالإضافة إلى أوامر بسرقة البيوت ونهب الآلات الكهربائية وأثاث المنازل".
أمّا عن الرواتب التي كانا يتقاضاها العنصران فيقولان أنّ الراتب هو 20 ألف ل.س ولا تكفي لسدّ احتياجات أسرهم أمّا العناصر الأجنبية فرواتبهم بالدولار.
تأكيدات
وحول موضوع تدخّل العناصر الأجنبيّة وتحكّمها في إدارة جبهات القتال وزجّ عناصر النظام والدفاع الوطني في الخطوط الأماميّة أكّد ذلك عدّة من النشطاء والعسكريين.
الصحفي السوري المتخصص بالشأن الإيراني بسوريا أيمن محمد، أكّد لأخبار الآن أنّ إيران تحتل سوريا بعد جلب مرتزقة إيرانيين وأفغان شيعة وإقحامهم في المعارك بأكثر من نقطة في سوريا، وقال: "يقوم النظام بإعطاء العناصر الشيعيّة رواتباً قدرها 400 دولار شهرياً تتكفّل بتغطيتها إيران حسب معلومات وصلتني مؤخراً".
ويضيف: "يهرب الشباب السوريون من مناطق سيطرة النظام كي لا يتم اعتقالهم للخدمة العسكريّة، وفي المقابل تأتي العناصر الأجنبيّة لتساند النظام في عملياته القتالية وأغلب العناصر الأجنبيّة الذين يقاتلون في سوريا من أصحاب السوابق الجنائيّة أو العاطلين عن العمل".
وكشف عن أن ريف حلب الجنوبي هو أهم معقل لهذه الميليشيات الاجنبية في سوريا، مشيراً إلى أن حلب تمثل نقطة ارتكاز لإيران في سوريا، أولا لأنها عماد الاقتصاد السوري، وثانياً لإزعاج تركيا والوصول إلى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين المحاصرتين، بغية السيطرة على ريف حلب الشمالي وقطع طريق الثوار نحو تركيا.
وفي وقت سابق، تمكّنت الجبهة الإسلاميّة من اعتقال عنصر إيراني على جبهة الملّاح أدلى خلال التحقيق باعترافات تقاطعت مع اعترافات المعتقلين.
وقال في ذاك الوقت أنّ هنالك مجموعات تجنّدهم في إيران بحجّة أنّ السنّة في سوريا يقومون بنبش قبور الشيعة وهم جاؤوا للدفاع عنها.
يجدر الذكر أنّه يوجد مجموعات من العناصر الشيعيّة في مناطق النظام بحلب كانت قد دخلت المدينة منذ نحو سنتين وأخذت من مقرّات تابعة للنظام كمراكز استقرار لها، ويحرص عناصر النظام على منع المدنيين بالاختلاط بهم.