أخبار الآن | سوريا – دمشق (أحمد الدمشقي)

استفاق سكان العاصمة"أخبار الآن" ترصد تفاصيل ما عاشته دمشق وغوطتها دمشق صباح اليوم على أصوات القصف وهدير محركات الطيران المرعب الذي يصول ويجول في سماء العاصمة"أخبار الآن" ترصد تفاصيل ما عاشته دمشق وغوطتها وريفها . 

فمنذ الساعة السابعة النصف صباحاً بدأت طائرات النظام بالتحليق في سماء الغوطة فيما أعد جيش الاسلام, الذي توعد منذ يومين بقصف دمشق ان لم يكف النظام عن دوما, العدة ونصب المدافع والراجمات استعداداً للرد على القصف وهو ما حصل بالفعل إذ أمطر جيش الاسلام مختلف المناطق التي تتواجد فيها أفرع أمنية ومراكز حيوية للنظام بما بزيد عن ال 100 قذيفة صاروخية أصابت أهالي دمشق بالهلع وفرضت حظر تجول إجباري في كل شوارع دمشق.

 لكن لم تكن صواريخ جيش الاسلام مصدر الرعب الوحيد, إذ تواردت الانباء عن عدد من الناشطين عن تحليق منخفض وكثيف جدا للطيران الحربي في سماء دمشق وريفها أثناء مناوراته لقصف أهداف في غوطة دمشق الشرقية ووصف أحد الشهود الصوت بالرهيب والخارج عما ألفه سكان العاصمة"أخبار الآن" ترصد تفاصيل ما عاشته دمشق وغوطتها وعبر أخر عن المشهد بقوله أن الطائرات تكاد تصطدم بأسطح الأبنية في إشارة إلى تحليق الطيران على علو منخفض جداً خشية الاستهداف من المضادات الأرضية والهدير المرافق له.

 ونتيجة لكل ما سبق ألغت العديد من الجامعات امتحاناتها المقررة فيما خرج كثيرون لإعادة أبنائهم من مدارسهم خوفا عليهم وتعذر على البعض الخروج من حدة القصف ما دفع إدارات المدارس لإنزال الطلاب الى الأقبية والملاجئ, كما سجلت اليوم سابقة في محطات التلفزيون السورية التابعة للنظام والتي أشارت علانية وللمرة الأولى إلى قصف طائرات النظام وراجماته ومدافعة لعدة مواقع في الغوطة الشرقية وأثار القصف حالة الخوف والهلع في المؤسسات الامنية المستهدف الرئيسي في حملة القصف على العاصمة إذ هدد جميل حسن مدير المخابرات الجوية في تصريح نادر كل من يحدد مواقع سقوط القذائف في دمشق بالعواقب الوخيمة في مؤشر"أخبار الآن" ترصد تفاصيل ما عاشته دمشق وغوطتها على حالة التخبط التي يعيشها النظام وفقدانه السيطرة على عدد من صفحات التواصل الاجتماعي التابعة له

وكان زهران علوش نوه في تغريدات عدة له على تويتر، صباح الخميس، إلى أن القصف جاء رداً على المجازر التي يرتكبها النظام ويشكل يومي على الغوطة مشيراً الى أن الأهداف التي قصفت كلها مناطق تمركز للنظام وقواته العسكرية والأمنية في دمشق ومؤكداً أنه لم يستهدف دمشق بالهاون واقتصر القصف على الكاتيوشا وأن قذائف الهاون التي سقطت على بعض الأحياء المدنية في دمشق مصدرها فرع أمن الدولة وقد سمعت أصوات إطلاقها بوضوح من قبل الناس القريبة من الفرع  وأضاف أن هدف القصف هو إذاقة قوات الأسد طعم الموت الذي يصدرونه يومياً إلى الغوطة الشرقية.

أدى القصف على العاصمة دمشق إلى مقتل 3 مدنيين، وحوالي الـ15 جريحاً، فيما تجاوز عدد القتلى من المدنيين  في الغوطة الـ80 مدنياً، وأكثر من مئة جريح، معظمهم في عربين وكفر بطنا ومدينة دوما عاصمة الغوطة الشرقية، التي تشهد قصفاً عنيفاً جداً منذ أسابيع توج اليوم بقيام طيران النظام الحربي باستهداف المدينة بـ25 غارة جوية سببت دماراً هائلا بالإضافة لعدد الضحايا الكبير, وسجلت المدينة اليوم قصفاً هو الأعنف, إذ لم يتوقف تساقط القذائف والصواريخ على المدينة وبشكل كثيف جداً لأكثر من خمس ساعات, فيما شهدت بلدات الغوطة الأخرى قصفاً عنيفاً بمختلف أنواع الأسلحة وعشرات الغارات الجوية التي دمرت عدد كبير من المباني وأشعلت الحرائق, جاء ذلك بالتزامن مع الحشود العسكرية الضخمة التي يقوم بها النظام على أطراف الغوطة من جهة شمال دوما وغرب جوبر، الأمر الذي يشير إلى استماتة النظام في السيطرة على هذين المحورين الهامين في الغوطة، فدوما مركز الثقل وجوبر الجبهة الأقرب إلى وسط العاصمة دمشق .

يقول نشطاء: "خيم الدخان على دمشق أقدم عاصمة في التاريخ، ولف مختلف أرجائها بالسواد وألسنة اللهب المتصاعدة في سماء المدينة نتيجة القصف, فيما انضمت أرواح الضحايا الذين سقطوا في دمشق إلى قواقل الأرواح الصاعدة إلى السماء وبشكل يومي من مختلف مناطق الغوطة الشرقية التي تتعرض للإبادة الممنهجة والتجويع على أيدي هذا النظام المجرم، الذي لم يتردد في تدمير مدينة حلب الأثرية أقدم مدينة في التاريخ، وحول حاراتها ومعالمها إلى خراب، كذلك يبدو سيناريو دمشق فلا حرمة للأرواح ولا للتاريخ، فالتصعيد متواصل والقتل مستمر مما سيجعل ردات الفعل أكثر عشوائية وعنفاً وبشاعة مع مرور الأيام، وتبقى أرقام الضحايا من المدنيين بارتفاع لكنها لن تقتصر على الغوطة هذه المرة بل ستمتد لتطال مناطق جديدة فاتحةً بيوتاً جديدة للعزاء وموحدةً مأساة السوري أينما حل".