أخبار الآن | سوريا – ريف دمشق (يمنى الدمشقي)

شهدت مدينة التل، التي تعيش شبه اتفاق هدنة مع قوات النظام، اليوم بعد صلاة الجمعة، انفجار سيارة مفخخة بمنطقة حرنة الغربية "الجزء الغربي من التل" كانت مركونة أمام مسجد فاطمة الزهراء، حصدت أرواح 6 مدنيين موثقين بالأسماء، بينهم 3 أطفال، وجرح أكثر من 30 آخرين، في حين أن هناك كثيرا من الأشلاء لم يتم التعرف عليها، وتحدثت صفحات التنسيقيات عن سقوط 25 قتيلا جراء التفجير. 

وانفجرت السيارة بالقرب من قبو يحتوي على خزانات للوقود، مما أدى إلى اشتعال النار بشكل كبير في المنطقة، وتضرر بناءين هناك، أحدهما انهار بشكل شبه كامل.

تقول "وسام" إحدى الناشطات المقيمات في تلك المنطقة ل "أخبار الآن"، إن هناك أزمة طبية في إسعاف الجرحى، حيث أن مدينة التل كلها لا يوجد فيها غير مشفى واحد مؤهل لاستقبال هذه الحالات، أما المشفى الثاني فهو مخصص للحالات الطبية البسيطة، مما دفع الهلال الأحمر هناك إلى نقل بعض الجرحى إلى مشافي دمشق على كفالته، وقام بتجهيز ثلاث سيارات إسعاف لنقلهم.

ومع أن المدينة وقعت هدنة منذ عشرة أشهر مع قوات النظام، بحيث تقاسم كلا الطرفين بعضا من المناطق، إلا أن ذلك لم يمنع من وجود أياد خفية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر تعمل على بث الرعب وإثارة الفوضى عند الأهالي.

وتوزعت المناطق بين الجيش الحر والنظام على الشكل التالي، يسيطر النظام على منطقتي حرنة الشرقية وضاحية البعث، بينما يسيطر الجيش الحر على مناطق التل وحرنة الغربية والروس، بشرط ألا يكون لهم أي عمل مسلح هناك، في حين يسمح لهم بحمل السلاح والتجول فيه دون إطلاق أي عيار ناري.

وتضيف وسام: "يفصل بين منطقة حرنة الغربية التي يسيطر عليها الجيش الحر وحرنة الشرقية التي تسيطر عليها قوات النظام، واد عريض فقط، بحيث يتمكن عناصر النظام إلى التسلل إلى الجهة الغربية بلباس مدني، وفي كثير من الأحيان يتم إلقاء القبض عليهم من قبل عناصر الجيش الحر، مما يضعنا أمام احتمال أن يكون النظام بمساعدة معاونيه في المنطقة من وضع السيارة المفخخة في هذا المكان المكتظ بالأهالي لإيهامهم بأن الجيش الحر غير قادر على حمايتهم حتى في المناطق التي يسيطر عليها ".

وتؤكد الناشطة أن هذا ما كان قد حدث فعلا قبل ذلك، حيث عثر على سيارتين مفخختين تمكن عناصر الجيش الحر من اكتشافهما قبل أن تنفجرا عن طريق خبراء في السيارات بعد الاشتباه بهما.

وأردفت: "في منطقة حرنة الشرقية عدد من العملاء للنظام من خارج أهالي الحي، يقومون بالاعتداء على أهالي المنطقة الشرقية وخاصة الشباب، ويعلنون حظر تجول بمساعدة حواجز النظام، ويضربون الرصاص بشكل عشوائي بقصد أن يكرهوا أهالي الحي على الجلوس فيه، ما ساعدهم على ذلك أن تلك المنطقة يقطنها الكثير من الضباط وعناصر النظام ".

وكان النظام عرض مع بداية الأسبوع الفائت هدنة كاملة مع الجيش الحر، تتضمن مصالحة رسمية بين الطرفين، وتقضي بأن يتجول النظام كيفما يشاء في كافة المناطق، إلا أن الأهالي والجيش الحر رفضوا ذلك خاصة مع وجود عدد كبير من شباب الحي الذين يحرمون من الدخول والخروج من المدينة خشية سحبهم إلى الجيش، مما أثار غضب النظام، وبات يشدد على كل ما يدخله الأهالي من مواد تموينية أو محروقات، باستثناء حاجز واحد يسمح بإدخال أي شيء لكن بشرط دفع مبالغ كبيرة أو إعطائه حصة مما يتم إدخاله، وتتراوح المبالغ بين عشرين إلى ثلاثين ألف ليرة سورية.

يذكر أن مدينة التل تأوي عددا كبيرا من الأهالي النازحين من الغوطة الشرقية وريف دمشق عامة ومناطق عدة في دمشق كبرزة والقابون، حيث يبلغ عدد السكان الحالي وفقا للهلال الأحمر والجمعيات الخيرية التي تعمل لخدمة النازحين هناك مليون شخص، في حين كان عدد السكان الأصليين قبل الثورة 250 ألف شخص.