أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (تصوير: حسام المحمد – تقرير: حسان تقي الدين)
اختلفت الأساليب التي اتبعها نشطاء الثورة السورية في إيصال رسالتهم للعالم لا سيما حينما يجابهون الموت بصدور عارية، بسبب ما تقوم به قوات الأسد من قصف بالطائرات وراجمات الصواريخ وأسلحة أخرى لا مجال لعدها لكثرتها.
المشهد التمثيلي، جسد أطفالاً محبوسين بقفص حديدي، يرتدون "زياً برتقالي اللون"، وعلى بعد أمتار كتلة ملتهبة من النار، وكأن مصير الأطفال هو الحرق داخل القفص، في مشهد يحاكي مشهد إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، لكن الفارق الوحيد أن من أحرق الكساسبة هو تنظيم داعش، بينما نظام الأسد يحرق أطفال الغوطة الشرقية وغيرها من المناطق الخارجة عن سيطرته.
أحد المصورين في المدينة، رفض الإفصاح عن اسمه، وهو مصور لأحد الوكالات العالمية يعتبر الصورة كفيلة برواية حكاية الموت الذي تعيشه المدينة، فضلاً عن إطلاق عشرات نداءات الاستغاثة لإنقاذ الأهالي من أشباح فرضها الأسد في حياتهم اليومية كـ"الحصار، والموت، والقصف، وتأمين لقمة العيش وغيرها"، مشيراً إلى أن العالم حينما ينتفض من أجل أفعال داعش ويترك الأسد ذو الإجرام الكبير فهو ينظر بعين واحدة، وتابع حديثه بالقول: "على المجتمع الدولي أن يساهم بإعادة حق الأطفال بالحياة والسلام".
ترافقت الصور المنتشرة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بعاصفة من التغريدات تحمل وسماً يعبر عن ما يجري في المدينة منها (#دوما_تباد و #Douma_Exterminated و #AssadHolocaust) حققت انتشاراً واسعاً، كما سميت الجمعة باسم مدينة دوما خرجت من خلالها مظاهرات في العديد من المناطق السورية المختلفة، والتي حملت لافتات تحيي صمود المدينة، وتظهر التضامن بين السوريين أيام كان الأهالي يهتفون في مظاهراتهم "ايد وحدة ايد وحدة، واحد واحد واحد الشعب السوري واحد".
مئة وأربعة وعشرون شهيداً قضوا خلال مجازر الأسبوع الأول من شهر شباط، منهم من دفن في مقبرة المدينة، ومنهم من كان منزله هو قبره، حيث تعتبر الأبنية المهدومة مقبرة جماعية لأهالي البناء نظراً لانعدام القدرة على إنقاذ المدنيين العالقين تحت الأنقاض.