أخبار الآن | حماة – سوريا (مكسيم الحاج)

باتت الجامعات في سوريا عقب اندلاع الثورة ضد نظام الأسد أشبه بمؤسسات أمنية تابعة لأفرع المخابرات السورية، وذلك بهدف إيقاف الحراك السلمي للطلبة السوريين المناهضين للنظام، بعد أن عمت المظاهرات كثيرا من الجامعات السورية في الآونة الأخيرة ليستعين النظام بعناصر المخابرات والطلبة المؤيدين لإيقاف ذلك الحراك.

وفي حديث لأخبار الآن مع عادل -أحد طلبة جامعة البعث- في مدينة حمص، قال إن النظام مؤخراً حوّل جامعة حمص -البعث- إلى فرع أمني مخابراتيّ كبير بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وذلك عقب محاولات لخروج عدّة مظاهرات في الجامعة في حمص لكنها باءت بالفشل، بسبب العدد الطلابي الغالب لموالاة النظام كون معظم الطلبة من مناطق حمص وريفها العلوية والمسيحية.

وأردف عادل أن النظام أعتمد في الأشهر الأخيرة على ما يسمى "كتائب البعث" المكونة من طلبة جامعيين مدنيين يدرسون في الجامعات السورية، ولكن النظام قام بتطويعهم لأفرع المخابرات السورية للعمل لصالحه ضمن الكليات التدريسية، تحت مسمى كتائب البعث، إضافة إلى إعطائهم كامل الصلاحيات من قبل النظام كالبطاقة الأمنية، والسلاح الفردي، واللباس العسكري وحضور المحاضرات والدخول للجامعات بالزي العسكري، علاوةً على الراتب الشهري الذي قد يصل إلى أكثر من 100$ شهرياً.

وقالت يسرى -إحدى الطالبات الإناث في جامعة حمص- إن رئاسة جامعة البعث وبالتنسيق مع محافظ حمص ورئاسة أفرع المخابرات في المدينة، خولّت كتائب البعث والطلبة الجامعيين المنتسبين لأفرع المخابرات بالوقوف على أبواب جامعة حمص الرئيسية، وعلى أبواب جميع الكليات لتفتيش الطلبة وأخذ الهويات واعتقال الطلبة المعارضين أو ممن هو قيد الطلب لأحد الأفرع الأمنية في سوريا.

وتابعت يسرى حديثها، بالقول: "إن كليات جامعة حمص أصبحت ثكنة عسكرية، فمعظم الطلبة يرتدون اللباس العسكري المموه، وقد وضع على أكتافهم شعار كتائب البعث والأسلحة على أكتاف الشباب والبنات في حرم الجامعات، إضافة لخوف الطلبة من أي احتكاك قد يحصل مع أحد طلبة كتائب البعث للخوف من الاعتقال والضرب والإهانة كما حصل في عدة مشاجرات بين طلبة مدنيين وبين كتائب البعث، انتهت باعتقال الطلبة المدنيين، وعدم معرفة مكانهم حتى اليوم وفصلهم من الجامعات السورية أكملها.

وأضافت يسرى: "إن آلاف الطلبة السوريين تركوا مقاعد الدراسة الجامعية من أجل ما آلت إليه الأمور في الجامعات السورية من مستوى متدني من الاستخفاف بالطالب الجامعي، وزرع الخوف حتى في دراسته من الأمن والمخابرات، فالتعامل الفظ الذي تتعرض له في كل يوم أثناء دخولك وخروجك من الجامعة، والتفتيش، والخوف، والرعب الذي يحيطون بك أثناء دوامك في الكلية كفيل بأن يحول حياتك الجامعية لجحيم.

بدوره، قال أحد مدرّسي إحدى كليات جامعة حمص إن إدارة الجامعات تفرض على المدرسين مراعاة طلبة كتائب البعث، وممن لديهم أقارب مسؤولين في النظام من ناحية الدرجات ومن ناحية غض النظر عن الدوام والحضور، فالأستاذ المدرس أو الدكتور لا يحق له أن يسجّل أي طالب من كتائب البعث غيابه عن إحدى محاضراته الجامعية، كما أن المدرّس مجبر على وضع درجة عالية تنال رضى الطالب المتطوع في كتائب البعث لكي لا يتعرض المدرّس لأي مشكلة قانونية أو تهديد على مرأى من الطلبة كما حصل في العام الماضي مع أحد المدرسين، عندما قام أحد طلبة كتائب البعث بتوبيخ المدرّس أمام جميع الطلبة، قائلاً "نحن نحميكم من الإرهابيين وأنتم تقومون بإنقاص درجاتنا من أجل أن نرسب" ليضربه بعدها ويهدده بالاعتقال إن لم يرفع درجته إلى "الدرجة التامة".

وأردف أن النظام حوّل الجامعات لمن هم في كنفه المخابراتي الكبير، حيث أنّه يقوم بتضييق الخناق يوماً بعد يوم على الطلبة المدنيين بهدف تطويع عدد أكبر ضمن صفوف كتائب البعث، ويعمل على ذلك رؤساء الجامعات عبر الاجتماع دورياً مع الطلبة السوريين لحضّهم على الدفاع عن الوطن من خلال التطويع في صفوف النظام، والوقوف إلى جانبه عبر "كتائب البعث".