أخبار الآن – سوريا – حمص – (زيد العمر)
تعيش أحياء حمص القديمة تحت رحمة شبيحة النظام الذين لم يتركوا وسيلة إلا واتبعوها للتضييق على المدنيين، فمن سرقة المنازل إلى معاملة الأهالي كـ"إرهابيين"، وسط انعدام المياه والكهرباء عن هذه الأحياء، وفقاً للمدنيين الذين قرروا العودة بعد وعود النظام بإعادة الحياة إلى هذه الأحياء، وتعويض المتضررين.
يقول عمر- ناشط ميداني من حمص القديمة- لـ"أخبار الآن": "طالت هذه الأحياء عمليات نهب وسرقة عن طريق عصابات الشبيحة التي ينتمي عناصرها إلى الأحياء الموالية كـ"حي عكرمة", حيث أن كثيرا من العائلات عادت بعد هدوء التوتر في المنطقة، لتكتشف أن المنازل فارغة تماماً، فلم تسلم منهم أسلاك الكهرباء وأنابيب المياه، والأبواب والنوافذ".
وتعامل قوات النظام المنتشرة في تلك المناطق، المدنيين معاملة الإرهابيين، وتحملهم سبب في ما حدث من خراب ودمار لمنطقتهم, إضافة إلى عدم التزام النظام بوعوده بخصوص إصلاح الكهرباء، وشبكات المياه، والصرف الصحي، التي دمر معظمها, وفرض حظر التجوال ليلا على كافة أحياء حمص المحاصرة باستثناء منطقة الحميدية، ذات الأغلبية المسيحية، حيث يسمح النظام لسكانها بفتح محلاتهم التجارية، وإقامة الأعراس بالكنائس, وعزل النظام مؤخراً الحي بسواتر ترابية لفصله عن بقية أحياء حمص القديمة ذات الأغلبية السنية، على حد قول عمر.
بدورها، قالت أم محمد -أم لعائلة تسكن بحمص القديمة- لـ"أخبار الآن" إن "النظام لم يفِ بشيء من وعوده في اعادة الحياة الى هذه المناطق, فلا ماء ولا كهرباء، ناهيكم عن التعويض الذي كان معظم الأهالي يعلقون الآمال عليه، اضافة إلى الأثاث الذي عدنا ولم نجد شيئا منه".
فيما تحدث رامز -شاب يقطن في حمص القديمة- أن شبيحة النظام استولوا على منازل المدنيين الملاصقة للأحياء الموالية في حي باب سباع في حمص القديمة بشكل كامل، وتم افتتاحها للعائلات الموالية للنظام, كما أن النظام طالب الأهالي العائدين إلى منازلهم في حمص القديمة بتقديم طلبات للنظام بتعويضهم عن الأضرار في منازلهم والسرقات، ولكنه لم يعوض إلا فئة قليلة جداً من العائلات، ولم تصل قيمة تلك التعويضات إلى أكثر من 2% من قيمة الأضرار الحقيقية.
وقال رامز إن أغلب تلك المسروقات من أثاث المنازل ومن أدوات كهربائية باعها شبيحة النظام لأصحابها في أسواق لبيع الأدوات المستعملة داخل الأحياء الموالية, فغالب الأهالي اشتروا أثاث منزلهم القديم من شبيحة النظام بأسعار باهظة.
وفي السياق ذاته، أفاد مركز حمص الإعلامي أن الكثير من السكّان من أهالي حمص القديمة كأحياء "القصور، وجورة الشيّاح، وباب هود، وباب دريب، وبستان الديوان، والصفصافة، وباب السباع" لم يستطيعوا العودة الى منازلهم التي سويت بالأرض من شدة القصف على تلك المناطق عندما كانت محاصرة, وأغلب البيوت المهدمة احتلها النظام لتكون ثكنات كبيرة له في المنطقة, فلا ترى في أحياء حمص القديمة إلا الدمار، وبطش الشبيحة بالسكان المدنيين الذين يُعَاملون كالمجرمين كنوع من الجزاء لاحتضانهم الجيش الحر.