أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (أسماء حيدوسي)

بدأت أعراض الأزمة المالية تبدو على تنظيم داعش خاصة بعد القصف المتواصل للتحالف الدولي على المنشآت النفطية الواقعة تحت سيطرته وبعد قرار مجلس الأمن لتجفيف منابع تمويل التنظيم, إذ أن تنظيم داعش بات يعاني من مشاكل مالية وتتجسد هذه الأعراض في إعادة جثث مقاتلين أكراد قتلوا في المعارك معه، مقابل مبالغ مالية.

إضافة  الى  المجازر والتفجيرات، وعمليات الإعدام البشعة التي إرتكبها تنظيم داعش بحق الصحفيين وعمال الإغاثة 

وفي وقت يتفق فيه الخبراء على بشاعة ووحشية الاستراتيجية المتبعة قبل تنظيم داعش ، يجمع خبراء اقتصاديون على الأساليب التي يتبعها التنظيم  لجمع الأموال وتمويل عملياته و ذالك من خلال ، من خلال  عمليات  السرقة و الإبتزاز  لطالما  لجا التنظيم  الى جمع  الاموال من  الفديات و  عملية بيع  النفط 

مصادر تمويل داعش : 

بيع النفط :
إذ تصل مبيعاته اليومية من النفط إلى ما بين 1 و 2 مليون دولار، معظهمها من مصاف وحقول نفطية سيطر عليها في شمالي العراق وسوريا

العائدات من  الفديات:
و في عام 2012، قدرت وزارة الخزانة الامريكية أجمالي العائدات الفدى التي جمعها تنظيم القاعدة، وحلفاؤه، خلال السنوات الـثمانية الماضية، من عمليات اختطاف رهائن، بمبلغ 120 مليون دولار 

 هذا  بالإضافة  الى  سلب ونهب الآثار والقطع  الأثرية والاتجار بها وفرض الضرائب و الاتاوات

وسرقة الأعضاء البشرية وبيعها ، ما  خوله  دفع  رواتب عالية  لعناصره و المنضمين  اليه. 

الا ان  الخبراء يؤكدون  من  جهة  ثانية ان  داعش وصل الى  مفترق اقتصادي حساس و لا سيما  بعد انخفاض اسعار النفط  و  الإعتقاد بانه  قضى على آخر رهينة  اميركي و بالتالي القضاء على آخر رهينة  اجنبي لديه. 

فما هي الخطوات القادمة التي سيتبعها  تنظيم داعش للحفاظ على ما  تبقى من موارده ؟

وتفيد المعلومات  بان الحملة الذي حاول تنظيم داعش الترويج لها  عبر الإعلام لم تعد كافية لإيجاد متعاطفين معه لذا  فانه سيتجه  نحو الداخل في المناطق التي يسيطر عليها و  سيكون  ملزما باعتماد نهج ليّن  في التعاطي و  اجراء تعديلات  جذرية على ادائه و نهجه و هذا امر لن  يكون  عناصر داعش قابلين للقيام  به للظهور بمظهر المعتدلين و  بالتالي فان  قيادة  داعش  ستبقى  على نهجها العدائي و الإبتزازي و لكن مع  تقهقر واضح في موارده  الإقتصادية 

 وحتى الآن، تنظيم داعش يعتمد في الغالب على النهج الأول – السرقة. ولكن باستخدام هذه الاستراتيجية سوف يصبح من الصعب الإعتماد على سرقة النفط والأموال من البنوك المحلية، حتى الرهائن  إذ انها ليست قابلة للتجديد بسهولة. وقيادة داعش كتنظيم جديد على الساحة يجعل من الصعب الحصول على الدعم المحلي 

وهناك طريقة أخرى ستكون اما داعش للانتقال إلى استراتيجية المقايضة، بوصفها قوة المرتزقة للدولة راعية أن لديها القليل من الاهتمام في مشروع لل لها العام

ظهرت في الفترة الأخيرة على  تنظيم داعش  نوع من صراع  والتصدع الداخلي، الذي اندلع بين قيادات من المقاتلين الأجانب في التنظيم، الذي أخذ في التراجع في مناطق عدة، خصوصاً في سوريا، فيما يخوض معارك على أكثر من جبهة، وضد أكثر من خصم.

ومع ذلك يبقى  داعش قوة كبيرة مازالت تحكم قبضتها على أكثر من ثلث مساحة العراق وسوريا، لكنه تحول من الطابع الهجومي إلى الدفاعي، لأولمرة منذ سيطر على تلك الأراضي.