أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا ( محمد قدور )
لن أجد أفضل وأكثر من أرضي أمانا واستقرارا، هكذا بدأ حديثه أبو عبدو وهو احد فلاحي قرية طعوم في ريف ادلب، أبو عبدو لجأ إلى الإاضي الزراعية هربا من قصف القوات التابعة للنظام وإستهداف الطيران فإختار أن يعيش خارج بلدته، في غرفة منعزلة بعيدة عن القرية يعيش أبو عبدو وعائلته يقول لأخبار الآن: "بسبب القصف اليومي على قريتنا من قبل النظام ومدفعية قرية الفوعة الموالية له وهربا من براميل الموت وبسبب عدم قدرتي وعائلتي على النزوح الى دول الجوار بسبب سوء أحوالنا المادية قررت النزوح الى أرضي التي أعمل بها حيث قمت ببناء منزل لي هنا أعيش فيه واعمل واشرف على عملي الزراعي بنفس الوقت "
لكن على مايبدو ان لهذا الشكل من النزوح مساوئ كثيرة حيث قال لنا أبو محمد وهو أحد سكان بلدة تفتناز عند سؤالنا له عن أسباب عدم نزوحه الى البراري كما فعل الكثير من الناس فقال: "امتلك العديد من الأراضي الزراعية ولكني افضل العيش ضمن التجمع السكاني لمدينتنا فالعيش في الأرض الزراعية بشكل منعزل يشعرني وعائلتي بالملل حيث تقل الزيارات العائلية ولا أستطيع إرسال اطفالي الى المدرسة بسبب بعد المسافات وعدم امتلاك وسيلة نقل عدا عن الاخطار التي من الممكن ان اتعرض لها كوني موجود في البراري بشكل منعزل بالإضافة الى عدم توفر الخدمات مثل مياه الشرب وصعوبة تأمينها او نقلها ".
المرشدة النفسية ام جمال تقول لأخبار الآن: "إن العيش في الأراضي الزراعية بشكل منعزل عن الآخرين يؤثر سلبا في نفسية الأطفال حيث يجعلهم انطوائيين وعدائيين بسبب عدم اختلاطهم مع الاخرين كما اننا سنحصل مستقبلا على جيل غير متعلم بسبب عدم القدرة على ارسال الاطفال الى المدارس ويمكن ان يمتد التأثير الى العائلة ككل فبعض الفلاحين او القاطنين في الأراضي الزراعية لايرسلون بناتهم للسير في الطرق الزراعية للوصول الى المدينة والذهاب الى المدرسة خوفا عليهن بالإضافة الى انصراف الشباب للعمل في الأرض ومساعدة آبائهم وهذا مايجعل هناك جو من الاضطراب ضمن العائلة الواحدة وله تأثيرات سلبية كبيرة مستقبلا على المجتمع ".
هربوا من براميل الموت وقصف القوات التابعة للنظام لكن لا تخلو الحياة في الأراضي الزراعية من المخاطر خصوصا أن غالبيتهم إبتعد عن البلدات ويخشى من يسكن في الإاضي الزراعية من الحيوانات البرية وقطاع الطرق و انقطاع كل وسائل الاتصال مع المدينة فلو حدث حريق لن يستطع الأهالي التواصل مع أي أحد ولا يمكن لأحد مساعدتهم في ظل بعد كل وسائل المساعدة عن المدينة وعدم القدرة على الاتصال بالإضافة الى صعوبة تأمين احتياجات المنزل بسبب بعد المسافات وعن عدم توفر الخدمات الأخرى مثل مياه الشرب والكهرباء.
لكن وبالرغم من هذه المخاطر إلا أن بعض من إختار العيش في الأراضي الزراعية يرى فيها إيجابيات ويختلف مع أخرين يقول أبو محمد إنه السكن في الأراضي الزراعية رغم كل المخاطر يبقى أكثر أمنا من القصف والبراميل يقول لأخبار الآن: "أنا هنا أشعر بالأمان أكثر ولا يتم إستهداف هذه المناطق المنعزلة القوات التابعة للنظام عادة تستهدف المناطق السكنية والمدنيين وأيضا أجد فرصة في هذا المكان أن أقوم بتربية بعض الحيوانات كالأغنام والأبقار والدواجن والإستفادة من لحومها ولبنها وأستطع تأمين مورد أعيش منه مع عائلتي ".
للمدينة والبلدات إيجابيات في العيش ومخاطر أيضا كذلك الأمر للأراضي الزراعية قد لا يطالها قصف القوات التابعة للنظام لكنها لا تخلو من مخاطر وأثار سلبية، ولم يعد أمام الأهالي إما البقاء في البلدة في ظل مخاطر القصف أو النزوح للأراضي الزراعية وتأمين مورد عيش كريم.