أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (عطاء الدباغ)
حدد أفراد تنظيم داعش المتطرف هدفا ثقافيا جديدا لهم عبر تهديدهم بنسف مدينة نمرود الأثرية في جنوب الموصل بعدما أثارت عملية تدمير الآثار مخاوف على ما تبقى من مواقع أثرية في محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل. التقرير التالي والمزيد.
في الأيام الثلاثة الأخيرة، بث تنظيم داعش شريطا مصورا مدته خَمْسُ دقائق، يظهر أفراده وهم يهدمون تماثيل ضَخْمَةً في متحف مدينة الموصل التاريخي، الواقع شمال غرب العراق.
واليوم .. كشف لنا خبراءُ الآثارِ المعنيون بمكافحة جرائم الفنون، أن التنظيم باع أكثر من مئة قطعة أثرية منهوبة من العراق وسوريا، بعد تهريبها إلى المملكة المتحدة.
وبين الخبرين، يقف المتلقي متعجبا ومتسائلا، كيف للتنظيم الذي يدعي في تدميره أصناما وأوثانا كانت تعبد من دون الله، أن يقوم ببيعها من أجل الحصول على أموال يغذي فيها عملياته الإرهابية؟ أو لم يخطر في بال التنظيم، أن من بيعت له، قد يستغلها للسبب الذي دعاه في بادئ الأمر إلى تدمير تلك الآثار !!؟ وبما أنه لا يبالي بتدميرها وإن كانت بمليارات الدولارات، وفق ماقال فرد في التنظيم ظهر في الفيديو، يبقى التسائل: لماذا يبيعها أحيانا؟ ويدمرها أحيانا؟
خبير الآثار الدكتور سامويل هاردي أجاب عن جزءٍ من تلك الأسئلة على مدونته قائلا: إن التنظيم أقدم هذه المرة على تدمير ما لا يستطيع نَقْلَهُ أو بَيْعَهُ.
تناقض ليس غريبا على داعش، الذي ومنذ أن ظهر، وأفعاله تعاكس ما يدعي من إسلام، ولا حتى في أي دين، حيث القتل والذبح والسلب والنهب وحرق البشر والحجر.
تدمير الآثار جاء بعد نحو أسبوعين من تبني مجلس الامن الدولي قرارا يهدف الى تجفيف مصادر تمويل تنظيم داعش، يشمل الحد من تهريب الآثار.
في الأثناء وضمن جهود الحكومة العراقية في درء هذا الخطر، تعهد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بمنع مسلحي التنظيم من تهريب قطع أثرية وبيعها، مطالبا بدعم المجتمع الدولي من أجل ملاحقة المهربين.