أخبار الآن | البقاع – لبنان (خاص)
على سفح أحد الجبال في لبنان تعيش إم سامر -لاجئة سورية- مع أربعة أبناء وأطفال أولادها وأحفادها، هربت إلى لبنان خوفاً عليهم من قصف القوات التابعة للنظام وتعيش الآن إم سامر مع الأولاد الأربعة في خيمة تفتقر لأبسط مقومات الحياة من بعض الأخشاب والأكياس صنعت إم سامر الخيمة.
ابنتها رويدا ٢٤ عاما وابنها محمد ٢٠ عاماً يعاني إعاقة ذهنية وحفيدتان يتامي ألاء ١١ عاماً وسلوى ٩ أعوام، إم سامر هي المعيل الوحيد لهم فرت من ريف حمص من منطقة بابا عمرو خوفاً على الأطفال من أي مكروه، إم سامر أرملة توفي زوجها قبل سنوات وكان تعيش مع أولادها في الأراضي الزراعية ومع إنطلاق الثورة السورية وتطور الأحداث في حمص والإنتهاكات التي بدأت ترتكبها القوات التابعة للنظام والشبيحة وبسبب القصف الذي شنته القوات التابعة للنظام أصيب في أحد الأيام منزلها بعد سقوط عدة قذائف تسببت بموت بانها الأكبر وأصابت ابنها محمد بإعاقة ذهنية بعد أن سقطت إحدى القذائف بالقرب منه وهو يعاني الآن ظروفاً صعبة يعيش في خوف دائم لاي تلكم مع الأحد منعزل تماماً يتبول لا إرادي بشكل متكرر.
فقدت إم سامر أبناءها ومنزلها وبات مسؤولة عن أربعة أطفال وعليها أن تحميهم وترعاهم وتؤمن لهم سبل العيش الكريم، ولم يعد لديها أي خيار سوى الخروج من باب عمرو واللجوء إلى لبنان حملت ما إستطاعت حمله من تحت أنقاض المنزل ومضت إلى المجهول وبعد معاناة طويلة ومخاطر عديدة نجحت في الوصول إلى لبنان بسلام مع الأطفال الأربعة وبات خيمة على سفح جبل موطنهم ومنزلهم.
تقول إم سامر لأخبار الآن : “ أعيش وأولادي في هذه الخيمة كثيرا تسقط فوق رؤسنا بسبب الرياح القوية ولكن ليس لدي مأوى أخر ألجأ إليه أعمل في الإاضي الزراعية كي أتمكن من دفع أجار الأرض التي أقمت الخمية عليها حتى هذه الخيمة التي تفتقر لأبسط مقومات العيش يجب أن أدفع مقابل هذا المكان ٧٠ دولار شهرياً وليس لدى للعائلة أي معيل غيري لذلك أضطر للعمل كي نستمر في البقاء هون ومواجهة صعوبات الحياة إن لم أعمل وأسدد إيجار الأرض قد يطردنا صاحب الأرض وسأجد نفسي والأولاد في الشارع بلا مأوى ليس لي بديل عن ما أنا فيه الآن “.
تتابع إم سامر حديثها وهي تمسح الدموع عن خديها “ : مفوضية الأمم المتحدة تقدم لنا بطاقات تغذية وتدفئة تبلغ قيمتهاً شهرياً ١٥٠ دولار تعيننا نوعاً ما على مواجهة صعوبات الحياة في لبنان حيث كل شي هنا مرتفع الأسعار وبشكل كبير”.
تتنهد إم سامر ثم تنظر لإبنها محمد المريض الجالس في زواية الغرفة والخوف يبدو عليها لا يتحرك أبداً وكأنه جثة هامدة، ثم تتابع حديثها :” ثلاث سنوات ونحن نعيش في هذا الجبل في أحد المرات قمت بزيارة طبيب يعالج إبني محمد مما هو عليه الآن صلب مني الطبيب صورة لرأسه وهذه الصورة يجب أن أدفع ٢٠٠ دولار لكن للأسف ليس لدي المال فإضطررت للعودة إلى الخيم لأني لا أملك المال لعلاج ابني، فأنا بالكاد أستطع أن أؤمن الطعام للعائلة”.
إم سامر التي تبلغ من العمر 58 عاما وجدت نفسها أمام متاعب وصعوبات لا يقوى عليها الشباب لكنها رغم ذلك تسعى بكل ما أوتيت من قوى لمواجهة متاعب هذه الحياة والإستمرار في البقاء صارت كل شيء القذائف والمخاطر وتحدت البرد والحرارة وتحاول بكل جهده أن تحافظ على أبنائها وأحفادها الأيتام حتى الآن هي صامدة أمام كل هذه التحديات لكن تأمل أن تستطيع تأمين العلاج لإبنها كي يعود ولد طبيعي ويكون عوناً لها في العمل والإنتقال لمنزل أفضل من الخيمة التي يعيشون بها.
ظروف صعبة تعيشها أم سامر وهي تخاف بشكل كبير أن تعجز عن الإستمرار بالعمل أو أن يصبيها أي مكروه يقف عائقاً أمام عملها في خدمة أطفالها وأحفادها، مصير مجهول ينتظر إم سامر وأبنائها وأحفادها ووضع صحي لإبنها يزداد سوءً والحفيدتان بلا مدارس بسب الظروف المالية الصعبة وتكبر الفتاتان وتكبر معهما متطلبات الحياة التي تزداد وتكبر إم سامر وتزداد الصعوبات عليها.
مخاوف كثير ترافق أم سامر بشكل دائم تمسح دموعها وتختتم حديثها :" الحمد لله على كل حال هذا قدرنا ولا مفر منه وأنا أؤمن بالله وراضية بأمر الله وأدعو الله أن يفرج علينا بأقرب وقت فلا معيل لنا سوى الله قادر على كل شيء ولا يعجزه شيء”.