أخبار الآن | اللاذقية – سوريا ( دانة اللاذقانية )
تختلط مشاعر أم أيمن الأم السورية التي لا تعرف مصير إبنها في سجون الأسد فبين شوقها وحنينها لمعرفة أي خبر عن إبنها وبين رحمة تتمناها له وهي الموت عله يرتاح من العذاب والإنتهاكات التي تمارسها قوات النظام بحق المعتقلين.
قبل أن تتحدث تنهار دموعها وهي تقول هذه الكلمات تتنهد قليلاً قبل أن تمسح دموعها ثم تقول أم أيمن لأخبار الآن ": لا يوجد أم تتمنى أن يكون ابنها تحت التراب إلا عندما يكون في سجون نظام الأسد، بعد أن تم إعتقال إبني ولا يزال مصيره مجهولا حتى الآن بت أتمنى أن يكون راقدا بجانب أخيه الشهيد الذي يرقد في مقبرة القرية بريف اللاذقية ".
أم أيمن حالها حال الكثير من الأمهات الذين لا يعرفوا أي شيء عن أبنائهم أزواجهم أقربائهم بعد إعتقالهم من قبل نظام الأسد ومنهم مضى عليه أكثر من 3 سنوات ولا يزال مصيره مجهولا.
تتابع أم أيمن حديثها لأخبار الآن: "لست الوحيدة التي أتجرع ألم غياب ولدي فهنالك ألاف الأمهات في سوريا فقدن مصير أحد من عائلاتهن، لكن أقول أن الموت هو الرحمة لإبني لأني أعرف تماما العذاب والإنتهاكات التي تقوم بها قوات الأمن التابعة للنظام لذلك الموت هنا رحمة ولو أنه قاسي على قلبي لا يمكن وصف شعور أن ترى ولدك فلذة كبدك يموت أمام عينيك أو تدفنه في التراب وعندما أفكر أين هو هل لا يزال على قيد الحياة هل قضى جوعا كيف يتم تعذيبه هنا لا أستطيع أن أتخيل ممارسات التعذيب التي ينتهجها نظام الأسد فأتمنى الموت رحمة له من عذاب الإعتقال ".
ولدى نظام الأسد الكثير من المعتقلات بعضها غير معروف وبعضها ذاع صيته في الإنتهاكات والتعذيب والقتل والموت جوعا وأساليب يندى لها الجبين في الإنتهاكات بحق الإنسانية، وما يزيد قلق أي أم أو قريب معتقل أو معتقلة لدى نظام الأسد هو نقل المعتقل لسجون سرية وجهات غير معروفه وهنا يصبح معرفة مصير المعتقل أمر شبه مستحيل.
نور الخطيب الناشطة بالشبكة السورية لحقوق الإنسان تقول لأخبار الآن: "ثمة نوعان من النقل للسجناء، نقل روتيني وهو بشكل دوري للسجناء الذين صدرت بحقهم أحكام وبالأخص الميدانين ويكون النقل لسجن صيدنايا العسكري أو سجن حمص وسجن جزيرة أرواد، ونقل آخر لجهة مجهولة وهذا النقل عادة يكون للسجناء الذين ترد أسماؤهم في عمليات المبادلة التي تحصل بين القوات التابعة للنظام والجيش السوري الحر وغالبا يستقر هؤلاء المعتقلون في فرع أمن الدولة إلى أجل غير مسمى ليظهر بعدها خروجهم والافراج عنهم مثل ما حصل مع المعتقلة فاتن رجب وأمل الصالح اللتين نقلتا من سجن عدرا في وقت سابق ، وتضيف نور أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان أحصت 33 اسم معتقل موثق بالاسم منهم 7 نساء تم نقلهم إلى أماكن مجهولة ".
وترى الناشطة بالشبكة السورية لحقوق الإنسان الخطيب أن لا علاقة للاشتباكات الدائرة في محيط سجن عدرا القريب من منطقة دوما بعملية نقل المعتقلين بسبب أن السجن يغص بأعداد كبيرة من السجناء يصل إلى أكثر من 10000 سجين فمن الصعوبة بمكان نقلهم جميعا بعيدا عن مكان الاشتباك وخاصة أن السجن تعرض لسقوط قذائف عليه لأكثر من مرة دون اكتراث من إدارة السجن على مصير السجناء.
ندى معتقلة سابقة في سجن عدرا تحدثت عن إنعدام الخدمات المقدمة في القسم النسائي وأنهن يعانين من الازدحام الشديد وضيق المكان والأخطر من ذلك وقوع قذائف عشوائية تسقط في محيط السجن وقد أدى ذلك الأسبوع الماضي إلى مقتل امرأة وابنها أثناء زيارة لأحد أقربائهم المعتقل في سجن عدرا.
سيما نصار ناشطة حقوقية من منطقة الساحل تصف صعوبة معرفة عدد المعتقلين الذين فقد مصيرهم وتقول: "نحن من خلال التواصل مع الأهالي نعرف بأن معتقلا معينا تم نقله بعد أن زاره أهله وصدموا بخبر نقله دون سابق إنذار و ترفض إدارة السجن الاعتراف إلا بعد أن يقدم الأهل عدة شكاوى للمحكمة ومنهم من يتلقى خبر وفاة ابنه بعد رحلة بحث طويلة لا جدوى منها ومنهم من يفقد الأمل من طرق أبواب المحاكم والمحامين فيلجأ إلى نشطاء في الثورة يملكون صفحات عامة متابعة بشكل جيد على حد وصف الناشطة ومن أشهرهم الفنانة يارا صبري التي خصصت صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي لنشر صور المفقودين والمعتقلين على أمل أن يجد الأهل من يعطيهم بارقة أمل عن خبر يسمعونه من أحد متابعي مواقع التواصل الإجتماعي أو معتقل أفرج عنه يكون قد اجتمع مع المفقود.