أخبار الآن | درعا – سوريا – (عبد الحي الأحمد)

في الذكرى الرابعة للثورة السورية يستذكر السوريون ما بات يعرف بطريق الموت الذي يربط مدينة درعا بريفها الشرقي. 

اذ تحول هذا الطريق بعد ذلك الى رمز من رموز الثورة، ما دفع النظام الى تدميره بل وتدمير القرى الواقعة على جانبيه.

لم يكن هذا الطريق الذي يربط مركز مدينة درعا بريفها الشرقي ذو أهمية كبرى لدى الأهالي إلى أن بدأت ثورة الكرامة وأريقت بدرعا البلد أولى قطرات الدم السوري، ليصبح من بعد ذلك عبوره هدفا يصعب إجتيازه فالمئات من متظاهري الريف قتلوا رميا برصاص قوات النظام قبل وصولهم لبوابة المدينة ليتم تقطيع أوصاله فيما بعد وتدمير البلدات المحاذية له بالبراميل المتفجرة.

عقاب مجاريش وهو شاهد على مجزرة صيدا يحدثنا: "بلشوا مباشرة بإطلاق النار على الناس وصارت المجزرة ,في ناس مسكوها أحياء من بينهم حمزة الخطيب وبعدين طلع تحت التعذيب مستشهد إن شاء الله، وكثير ناس من معربة والمسيفرة وغيرها من القرى والباقي إعتقلوه واخذوه ع السجن".

الناشط الإعلامي محمد أبو القاسم يقول: "العنف من النظام السوري بحق المتظاهرين خلاهم يشيلوا السلاح , الأمر صار فرض علينا وواجب علينا إنو نشيل السلاح لأنو نحنا عم نطلع مظاهرات ورافعين أغصان الزيتون وهما عم بيواجهونا بالرصاص فكان لابد إنو نشيل السلاح ونوقف ضد هالنظام وندافع عن أنفسنا وندافع عن أهلنا وأعراضنا".

معارك عنيفة جرت على جانبي هذا الطريق تمكن خلالها الثوار عبر السنوات الأربعة الماضية من تحرير القطع العسكرية التي أمعنت في قتل الأهالي ليصلوا إلى مدخل المدينة من جديد يحملون السلاح عوضا عن أغصان الزيتون.

يقول خلدون عبود المقاتل في الجيش السوري الحر: "تم تحرير الكتيبة 99 وحاجز الموت وسرية الإشارة والدفاع الجوي والرادار ونهاية بمعركة بركان حوران تحرير حاجز السنتير وهو أول حاجز وضع بمدينة درعا لمنع تدفق المتظاهرين على المدينة".

في الذكرى الرابعة للثورة لايزال سكان درعا مصممين على مواصلة المشوار على الرغم من إتساع جراحهم يوما بعد يوم. على جنبات هذا الطريق أريقت دماء الأهالي نصرة لمدينة درعا,لم يكترثوا لآلة القمع العسكرية لأنهم عرفوا أن الحرية حق والتمرد من أجل الحق عبادة.