أخبار الآن | اللاذقية ـ سوريا – (دانة اللاذقانية)
في شوارع مدينة اللاذقية في الساحل السوري لم يجد الكثير من الأطفال ملاذا أمنا ومأوى أخر غير الشارع الكثير منهم يفترش الأرض ومنهم مشردون بسبب ظروفهم الصعبة التي دفعتهم للنزوح من مناطقهم ومنازلهم بسبب الغارات والقصف الذي تشنه قوات وطائرات النظام، في مخيمات على أطراف المدينة يعيش أيضا الكثير من العائلات والأطفال بعضهم يحاول التسول للحصول على لقمة تسد جوعه وأخرون يحاولون إيجاد أي عمل بينما يفتشر بعضهم الأرض في العراء.
منى أخصائية نفسية تقول لأخبار الآن: "يوميا وخلال ذهابي إلى العمل أرى في طريقي أطفالا تبدو على ملامحهم آثار التشرد والحاجة والعوز، إما باعة متجولين أو متسولين يطلبون ما يسد جوعهم ولطالما مشيت بحذر عندما أعود ليلا خشية أن تطأ قدماي جسد طفل اتخذ من الأرض فرشا له والتحف السماء، أجد نفسي عاجزة أمام براءة نظرتهم وأنا لا أستطيع تقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم في ظل الظروف الأمنية المشددة "
وأوضحت منى أن ظاهرة أطفال الشوارع تفصح عن وجود قهر اجتماعي ونفسي لدى هؤلاء الأطفال وأسرهم في آن واحد، وتشير إلى غياب الوعي بخطورتها وشددت على ضرورة الأخذ بأيدي هذه الشرائح الاجتماعية وانتشالها من أوضاعها.
وقدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عدد الطفال الأيتام من جهة الأب الذين قتلتهم القوات الحكومية "18273" وعدد الأيتام من جهة الأم الذين أيضا قتلتهم القوات الحكومية "4573" طفلا يتيما.
خطر التشرد لايتوقف فقط عند عدم وجود مكان للنوم وطعام صحي لهؤلاء الأطفال في شوارع اللاذقية كما يقول أبو خالد فهم معرضون أيضا إلى خطر الخطف والاستغلال بشتى أنواعه وخاصة الفتيات اللاتي يضطررن إلى البيع تجوالا فهم فريسة أعين بعض عناصر الأمن ويضيف أبو خالد: "لا أنسى يوم كنت واقفا بساحة الشيخ ضاهر وسمعت عنصري الأمن الذين بجواري يتهامسان لأخذ الطفلة التي انهمكت بعرض بضاعتها للمارة ولكني تظاهرت بالشراء وحذرتها فانصرفت سريعا "
أبو سامر مع كل صباح يوم يفتح فيه بقالته في حي الصليبة يجد عند باب البقالية أمجد ذلك الطفل الذي يتسلل ليلا ليتوارى عند بابها بعيدا عن أعين الفضوليين من المارة فلا يملك أمجد مأوى يلجأ إليه يقول أبو سامر: "حاولت مرارا التودد من أمجد وجل ما عرفته عنه هو نزوحه مع والدته من حلب إلى اللاذقية حيث تستقر والدته بالمدينة الرياضية التي تغص باللاجئين بينما هو يضطر للبقاء وسط المدينة للعمل والبحث عن عمل يسد به رمق جوعه وأمه بعد أن فقد والده "