أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا – (سوزان أحمد)

تفنن السوريون في خلق الحياة من قلب الألم، وكان أحدث ما وصلو اليه هو زفاف بنكهة الثورة وحفلات أعراس للأطفال من عدة مناطق محاصرة لعروسين مقيمين في تركيا.

حيث حقق الناشط والمدون السوري أحمد أبو الخير، حلمه في الاحتفال بزفافه على نغمات ضحك الأطفال، بتنظيم ثلاث حفلات في اليوم نفسه في ثلاث مناطق محاصرة بسورية بدل تنظيم حفلة زفاف "مطنطنة" باستنبول التركية.

"رغبنا أن يفرح عنا الصغار، وبهذا نكون فرحنا مئات المرات، بعدد فرحة كل طفل لعب واستمتع بهذه الليلة في الحفلات التي أقمناها لأجلهم"، يقول أبو الخير مبتسماً.

ويتابع حديثه لـ"أخبار الآن" موضحاً كيفية تنسيق الحفلات في كل من الغوطة المحاصرة بريف دمشق، وحي الوعر بحمص، ومخيم الغسانية في الساحل من خلال نشطاء متطوعين. مؤكداً بسعادة أن قرابة 500 طفل حضروا الحفل بالغوطة، و 170 طفلاً سعدوا بحضور حفل الوعر، ونحو 30 طفل ناجين من مجزرة قرية البيضا لحفل الغسانية. حيث تم توزيع بطاقات دعوة لهم تحمل عبارة "جنة الكبار منازلهم".

وحول تكاليف الحفلات، قال أحمد أبو الخير: "لم يكن تأمينها من رواتبنا سهلاً، دخلت تركيا منذ نحو 10 أشهر وما في جيبي هو ديون عليّ، بدأت العمل وأوفيت ديوني، وبدأت أخبئ مالي ليوم الزواج، وعندما قررنا الاحتفال بزواجنا بهذه الطريقة؛ اضطررنا لتأجيل العرس لثلاثة أشهر لكي نجمع من راتبينا تكاليف الحفلات، وهذا ما فعلناه، ونحن سعيدان به".

أما العروس رغد، قالت لـ"أخبار الآن" إن "الأولوية بالنسبة لي ليست فستان العرس الأبيض الباهر، ولا حفلة فريدة تغار منها الصديقات، أولويتينا أن نبقى منسجمين مع واقع بلدنا، أردنا أن نتشارك فرحتنا مع الأطفال، وأن نهبهم إياها بكل حب، أنا وأحمد ممتنين أنهم قبلوا هديتنا وفرحوا بها".

وتصف الكاتبة السورية "إيمان محمد" والتي نظمت حفل الزفاف في حي الوعر الحمصي المحاصر، كيف تم تحضير مكان الاحتفال ليكون أرض ألعاب مصغرة وبعيدة عن مرمى نيران قوات النظام البرية والجوية؛ وتم اختيار أنشطة تبهج مختلف الأطفال الذين حضروا من أيتام، ومرضى توحد، أو ممن يعانون من مشاكل في النطق، أو ذوي احتياجات خاصة. وكيف أن الأطفال تأنقوا رغم البرد والحصار وحضروا بكل سرور".

وتضيف الكاتبة السورية: "بالنسبة لي كان شعور السعادة هو الأساس منذ لحظة البداية وحتى آخر الحفل، وقرأت ذات الشعور في وجوه كل من ساهم ونسق وحضر؛ فقمة التحدي أن تغرس بسمة في جو من الدمار والقتل والألم، وأن تعيش الفرح على حقيقته".

في حين يقول عبد الحافي منسق حفل الزفاف في الغوطة الشرقية أن أمور التنظيم والاحتفال تيسرت بشكل غريب، "كان العمل سلساً وكأن هناك طيف عجيب يساعدنا بالعمل والإنجاز".

ويعرب الحافي بكل حماس عن استعداده لتنظيم أي زفاف "ثوري" للأطفال في الغوطة المحاصرة، متوجهاً بالتهنئة والشكر للعروسين الذين أدخلا السرور على مئات الأطفال المحاصرين.