أخبار الآن | حلب – سوريا – (محمد وسام)
يعيش سكان المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في حلب تحت وطأة حصار الأسد وداعش، فالأولى التي تحاول منذ أشهر حصار القسم الخارج عن سيطرتها عبر قصفه بالبراميل والتقدم عسكريا على محوره الشمالي الغربي، أما تنظيم داعش فقد بدأ مؤخرا معركة كبيرة في ريف المحافظة الشمالي وسيطر بعد معارك مع فصائل الثوار على عدة مواقع واقترب من مدرسة المشاة.
في سياق حرب داعش مع فصائل الثوار منعت حواجز التنظيم السيارات المحملة بالمواد النفطية القادمة من مناطق سيطرته شمال شرق البلاد من العبور إلى المناطق المحررة بحلب وذلك منذ الخامس من حزيران/يونيو الجاري.
ففي حلب بدأت تظهر ملامح كارثة إنسانية جراء استمرار انقطاع المحروقات لا سيما مادة "المازوت" عن المدينة، إذ توقفت العديد من المشافي الميدانية عن العمل باستثناء الحالات الإسعافية فقط حيث اضطر كثير من أصحاب المولدات الكهربائية التي تغذي المنازل والمحال التجارية إلى إيقافها.
وقال أحمد أبو لؤي وهو طبيب يعمل في إحدى المشافي الميدانية في حلب إن تنظيم داعش يحارب ويقطع سبل حياة المدنيين، فالمشافي تعمل ليلا ونهارا لإسعاف جرحى قصف النظام بالبراميل المتفجرة ويأتي "داعش" ليكون سببا في إيقاف النقاط الطبية، فإجرام التنظيم يضاهي إجرام نظام الأسد في حربه على المدنيين العزل، ودعا أبو لؤي جميع الجهات الثورية والعسكرية لتحمل مسؤولياتها إزاء خطورة توقف المشافي والنقاط الطبية لا سيما مع اشتداد وتيرة قصف البراميل في الأيام الأخيرة
عدد من تجار المواد النفطية اشتكى من ندرة وارتفاع كبير في أسعار المحروقات التي يأتي معظمها من أماكن سيطرة تنظيم داعش، في حين يأتي قسم آخر من مناطق سيطرة النظام.
يقول حسن إبراهيم وهو تاجر محروقات يعمل في حلب: "نواجه صعوبة كبيرة في عملنا، عدا عن خطورة القصف اليوم لا نستطيع تأمين المواد النفطية إلى مناطقنا، الطرق مقطوعة بسبب الاشتباكات"، ويضيف حسن قائلا "وصل سعر برميل المازوت إلى 50000 بعد أن كان لا يتجاوز 15000 ل.س، في حين لا نجد من يبيعنا حتى بهذه الأسعار، يجب فتح الطرق سريعا فالمحروقات هي عصب حياة المدنيين الذين لا ذنب لهم".
وفيما يخص أفران الخبز فقد حذر ناشطون من توقف كامل لجميع الأفران الآلية في المدينة فيما إذا استمرت أزمة المحروقات، فقد أكد محمد الفران لأخبار الآن أن الأفران التي ما تزال تنتج الخبز هي فقط التي لديها احتياطي من "المازوت".
وقد تواترت أنباء عن نية أطراف النزاع في الريف الشمالي عقد هدنة لفتح الطريق عدة ساعات في كل صباح، ما يسهل بموجبه مرور المسافرين والبضائع والمحروقات والمواد المزروعة، حيث الخضروات وبعض المواد الأولية مقابل النفط، هنا حلب.