أخبار الآن | دمشق – سورية – (آية الحسن)
لم يعد من المفيد طمر الرأس في الرمال، فالنظام بات يعد خساراته يوما بعد يوم، وأصبح من الواجب عليه أن يعترف بمصيره ويواجه أزمات نهايته.
في هذه المرحلة يصدّر النظام ضعفه وحالته العسكرية والنفسية المتدهورة بطرق شتى، كان آخرها جملة من الحملات الداعية للالتحاق بصفوف الجيش و"الدفاع عن الوطن!".
حملات إعلانية ..
اعتاد المواطن السوري على حملات دعائية في اللوحات الطرقية المعروفة في دمشق تختص بماركات غذائية ومنتجات مختلفة، أو حتى إعلانات تدعو "للوحدة الوطنية" زمن بداية الثورة السورية وغيرها من إدّعاءات الذراع الإعلامية للنظام، لكن إفلاس النظام وصل به إلى "تسوّل" المتطوعين عن طريق الإعلانات ذات الصبغة التجارية.
عندما تتجول في مدينة دمشق تواجهك الإعلانات في كافة الأماكن (لوحات طرقية كبيرة، لوحات على محطات وسائل النقل الداخلي، واجهات شركات الاتصالات وغيرها). وتحت عنوان حملة أُطلق عليها (التحقوا بالقوات المسلحة) تزخر تلك الإعلانات بجمل و"كليشيهات" باتت مستهلكة مثل:(عم تتفرج شو ناطر، جيشنا يعني كلنا، بجيشنا منكسب بلدنا).
لم تكن هذه الحملة هي الأولى من نوعها، لكنها تأتي لتواجه المواطنين بحقيقة تضعضع قوة النظام وانهيار معنوياته، ودليل ذلك هو تنوع الخيارات التي تحتويها الحملة من الانتساب للجيش أو الدفاع الوطني وغيرها.
وفي هذا يرى "عمار" الطالب في كلية الحقوق أن هذه الحملات: "تعني اعترافا من النظام بنقص العنصر البشري لديه وبإحساسه بمكامن الضعف والرعب الذي يعيشه تخوفا من قرب سقوطه".
تسّول عاطفي .. استجداء ومكافآت
اعتمد إعلام النظام في هذه الحملة على استجرار عواطف "الانتماء لسورية" وشحذ همة الشباب للتطوع والالتحاق بالجيش بطرق متنوعة. ولم يقتصر الأمر على الذكور فقط وإنما توجهت تلك الحملة إلى الفتيات، فالإعلانات التي أغرقت شوارع دمشق وساحاتها وأسواقها تعرض صورا للشباب والفتيات يحملون السلاح وهم يرتدون اللباس العسكري.
"ولاء" صيدلانية في منطقة في جنوب دمشق تضحك وتعلّق: "في الحملة القادمة سوف يطوعون الأطفال والأرامل والشيوخ. هل من المعقول أن تنتسب الفتاة الدمشقية إلى الجيش؟. أرجو أن لا يصبح الأمر إجباريا".
وربما يخشى الأهالي بالفعل على ما أثارته "ولاء"، فهل يمكن أن تتطور هذه الحملة لتصبح قسرية مع ازدياد الشعور بالهزيمة والذعر من قبل النظام؟!
مجموعة من الأهالي باتت تخشى من هكذا حملات وإعلانات، خصوصا مع تدهور الوضع الاقتصادي وبطالة الشباب، والأهم من ذلك هو حالة الضياع التي يعيشها المواطن السوري لاسيما الشباب في المرحلة الحالية.
كل هذا يأتي مع أساليب ترغيب مختلفة مترافقا مع تصريحات لرئيس حكومة النظام منذ وقت قصير "وائل الحلقي" عن صرف مكافآت مالية للمقاتلين على خطوط التماس.
فقدان الشرعية ..
لا شك بأن النظام فقد شرعية وجوده منذ اليوم الأول لانطلاق شرارة الثورة عام 2011 في نظر الشعب السوري الثائر، لكن المعطيات السياسية والعسكرية الآنية تثبت بما لا يدع مجالا للنقاش أن أيام النظام قد باتت على المحك، وهو يرى نفسه يفقد شرعيته في ضمير الموالين له حتى اليوم.
يخسر النظام كل يوم بشكل موجع عن اليوم الذي يسبقه، وعلى كافة الجوانب، مما يجعلنا نجزم بأن هذه الحملة وسواها محكوم عليها بالفشل.
بقي أن نذكر أنه ترافقا مع هذه الحملة تم تسريب خبر وجود 35 ألف مواطن سوري مطلوبون للخدمة الاحتياطية في صفوف جيش النظام وهو ما زاد وتيرة التدقيق على الحواجز في الآونة الأخيرة.