أخبار الآن | بيروت – لبنان – (آية الحسن)
لم يسلم اللاجئون السوريون في لبنان من المصائب والأزمات المتلاحقة. فمنذ بداية هذا الصيف والكوارث في توالي بمخيمات اللجوء في البقاع وطرابلس والمناطق الحدودية.
قرار إزالة ..
منذ احتراق مخيم الجراحية إلى إزالة الخيم في مخيم عكار طرابلس، وجد اللاجئون السوريون أنفسهم يفترشون الشوارع. وكان قد صدر مؤخرا قرار اتخذته الحكومة اللبنانية يقضي بإزالة 40 مخيم للسوريين في عكار "طرابلس"، وهذا العدد يزداد بشكل مستمر يوميا.
وقد ترافق ذلك مع غياب واضح لدور مؤسسات الدولة اللبنانية وتعتيمها على هذا الموضوع إعلاميا باستثناء تصريح لوزير الشؤون الاجتماعية اللبناني "رشيد درباس" فيما يخص القرار المذكور، حيث قال إن مخيمات اللاجئين السوريين في عكار من خارج إطار الدولة، لافتاً إلى أنه لا يسمح بإقامة مخيمات من دون معرفة وزارة الشؤون الاجتماعية أو في الأماكن العمرانية، ولا بد أن يأخذ رأي وزارة الشؤون والجهات الامنية. وأن الدولة اللبنانية غير معنية بما جرى في عكار من إنشاء مخيمات للنازحين السوريين.
وعلى إثر هذا القرار قامت وحدات من الجيش اللبناني بحملة مداهمات في منطقة عكار القريبة من الحدود السورية مستهدفة تجمعات للنازحين السوريين. وأسفرت الحملة عن اعتقال عدد من الأشخاص من السوريين وضرب أخرين، وإلى اليوم لم يجد اللاجئون الهاربون من جحيم الأسد وسوء تعامل الجهات الرسمية اللبنانية ملجأً يأويهم إلا شوارع مدينة طرابلس.
تروي لنا الإيطالية "آنا" الناشطة في مجال حقوق الإنسان والتي تعمل في إحدى مخيمات عكار بأن السبب وراء هذا القرار جاء: "إثر حادثة سرقة في المنطقة أدت إلى شجار عنيف بين شابين لبنانيين وقضت لتدخل الأمن العام بها، وانحلت بإتهام شباب سوريين من إحدى المخيمات في عكار بأنهم من قام بهذا العمل. وبعد فترة وجيزة تم إصدار هذا القرار الحكومي التعسفي".
ضحايا خيانة الأمم المتحدة ..
"أبو عمر" رجل سبعيني من مدينة حمص، يعيش مع زوجته وأولاده وأحفاده في واحد من المخيمات المنكوبة في المنطقة، يصف المشكلة بعيداً عن إجراءات الدولة اللبنانية: "مشاكلنا عند مفوضية الأمم المتحدة فهي المسؤولة عن تشردنا، وضعونا أمام مصير مجهول لانعرف له نهاية. العائلات السورية مهجرة مرة أخرى في الشوارع بانتظار أن تتحرك المفوضية وتجد حلاً لنا".
"أم سعد" من مدينة حلب تطلب من المفوضية أن تجد حلاً لتشرد العائلات، وأضافت: "المنظمات والجمعيات الإغاثية الأوروبية العاملة في لبنان يقع على عاتقها جزء من المشكلة، فهم غافلون عن كل ما يحدث معنا، يأتون إلى المخيم كأنهم سياح، نحن لا نريد الشفقة والتعاطف بل نريد عمل جدي ينهي مأساتنا".
أما "منصور" شاب سوري (20عاما) من سكان المخيم ممن احتجزوا بعد المشكلة وتم التحقيق معه، يقول بأن الأمن العام بالتوافق مع المواطنين اللبنانيين في المنطقة قاموا بتلفيق هذه الرواية لإيجاد ثغرة صغيرة لدعم حجتهم بهدم المخيم، وكل مايقال غير ذلك كذب وادعاء، الدولة اللبنانية تريد طرد كل السوريين من لبنان، لذلك تقوم بإصدار القرارات المجحفة بحقهم.
إن كل هذه الممارسات التعسفية من الدولة اللبنانية بحق اللاجئين السوريين يقابلها تعتيم إعلامي، خصوصاً حول المشكلات في الشمال اللبناني وعلى الحدود السورية وبشكل خاص مع الحوادث اليومية التي يذهب ضحيتها السوريون هناك. كل هذا بانتظار ما تؤول إليه ترتيبات المرحلة القادمة