أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (بلال الفارس)
غابت قدرة أفراد تنظيم داعش على اقناع الناس … فالجرائم هنا تحدث على السمع والاعين… أو هذا على الاقل ما يفسره البعض باستخدام التنظيم لتجنيد الاطفال لبث رسائل عاطفية في خطب رنانة من حناجر بريئة استغلت لأغراض رخيصة ..
يستميل تنظيم داعش الأطفال عن طريق التلقين وخلال التنشئة الاجتماعية التدريجية. وفي إطار برامج التعليم المجاني للنظام.
وغالبا ما يحدث التجنيد من خلال مناسبات عامة تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول الفرص التي يقدمها التنظيم للانضمام اليه.
بعض من هذه المناسبات، والتي تكون في كثير من الأحيان على نطاق صغير، تجذب الأطفال من خلال تقديم لعب مجانية وحلوى. يمكن للأطفال المحليين في هذه الأحداث الاجتماعية المساعدة من خلال التلويح بالراية السوداء.
يقوم التنظيم بمكافأة الأطفال المقاتلين من الأجانب حتى على مشاركتهم الثانوية. في أشرطة الفيديو الدعائية لداعش، يقفون أمام الكاميرا بتوجيه من المصورين حول كيفية التصرف، وفي بعض الحالات، تتم الإشادة بالأطفال لإشهار السلاح أو رفع الرؤوس المقطوعة لضحايا داعش.
وفي هذا الصدد، يشبه تنظيم داعش العديد من الجماعات المتطرفة الأخرى التي اجبرت الأطفال على الانخراط في الأعمال البشعة منذ اليوم الأول؛ من أجل منعهم من الانشقاق. ومن خلال إجبار الأطفال على المشاركة في الأعمال المروعة، تضمن الميليشيات عدم تقبل أفراد أسرهم لعودتهم.
دراسات أظهرت ان ظروف تدريب الاطفال بعد اخضاعهم لعملية غسيل الدماغ ليست اقل بشاعة من طرق تجنيدهم فهي تمتد الى ثلاثة اشهر في الظروف العادية الا انه يتم تقليصها الى شهر في بعض الاحيان كما حدث خلال معارك عين العرب كوباني ويتم زج المتدربين في جبهات القتال رغم قلة تدريبهم.
وعلى الجبهات الخلفية يتولى الاطفال دور السجان، ويتم استخدام المجندين الاطفال في اعمال التجسس، ويصل الامر ان يتجسسوا على أهلهم.
الظروف المعدمة هنا تجعل عددا من الاهالي الى الاستسلام وارسال ابنائهم للالتحاق بالتنظيم لا سيما وان راتب المقاتل في صفوفه يتراوح بين 400 و 1000 دولار شهريا .
الحديث عن حل هنا بعد القضاء على داعش يتطلب المزيد من الجهود … فعلاج هؤلاء الأطفال يتطلب نهجًا متعدد الجوانب يعالج الصدمة النفسية وآثار المشاركة في أعمال العنف. كما يجب إعادة تعليمهم حتى يتخلصوا من الافكار المشوهة لعقيدتهم، فضلًا عن التدريب المهني. كما يحتاجون إلى مزيد التواصل والعطف لإعادة دمجهم في المجتمعات.