أخبار الآن | اسطنبول – تركيا – (مار أحمد عمر)
عبد الوهاب فتىً سوري يبلغ من العمر 17 عاماً وبالرغم من صغر سنه بحوزته ما يقارب من اربعة عشر اختراعا وابتكارا في مجالات مختلفة. إلا ان حياة عبد الوهاب تفتقد للأمان إذ إنه ملاحق من جهات دولية بعد اختراعه منظومة دفاع جوي باستطاعتها تأمين السكان المدنيين في الشمال السوري من قصف طائرات النظام. التفاصيل مع مراسلنا من اسطنبول مار أحمد عمر.
يعودُ عبدُ الوهاب بعدَ يومٍ مدرسيٍ طويلْ إلى منزلِهِ الصغيرْ في أحدِ أحياءِ مدينةِ اسطنبول التركية.
هوَ طالبُ في المرحلةِ الثانويةْ، يدرسُ في إحدى المدارسِ السوريةْ، لكنه غيرَ كلِ الطلاب، فما إن يصلْ إلى المنزلْ، حتى يغوصَ في كومةِ من الأوراقِ والرسوماتْ، وكمبيوترِهِ مركزِ عملِهِ ومشغِلهِ الخاص.
في الثالثةَ عشرَ من عمرهِ وقبلَ اندلاعِ الثورةِ في سوريا، حازَ عبدُ الوهابْ على لقبِ اصغرِ مخترعٍ سوري، لكن سُرعانَ ما سُحبَ مِنهُ اللقبُ ليصبحَ اصغرَ مُعتقلٍ في سجونِ نظامِ الأسد.
عبد الوهاب :"لقد بدأت مسيرتي في البحث والاختراع بالمجال النووي وكيفية التخلص من النفايات النووية, الا انه وبسبب حساسية الموضوع في بلدي سوريا فلقد سحب مني اللقب وقد تعرضت للاعتقال".
تتنوعُ المجالاتُ العلميةُ التي تركزُ عليها أبحاثُ عبدِ الوهاب واختراعاتُه الأربعةَ عشر، التي خصصها لمساعدةِ السوريينَ على تخطي صعوباتِ الحياة، وخاصةً المحاصرينَ من قبلِ النظام.
يقول عبد الوهاب :"لقد قمت بعدة مشاريع تساعد المواطن السوري المحاصر في بعض المناطق, منها ما يساعده في استخراج المياه الجوفية عن طريق الطاقة الشمسية ومشروع يساعده على استخراج الغاز الطبيعي وكان ذلك كله بأدوات بدائية وغير مكلفة بالإضافة انني قمت بتصميم روبوت آلى يساعد على انتشال الجثث والمحاصرين من تحت الأبنية المهدمة جراء القصف".
منظومة ُ دفاعٍ جوي للمناطق ِ المحررة في سوريا، كانت آخرَ مشاريعِ ِ عبدِ الوهاب والتي تسببَ الكشفُ عنها بحالةٍ من انعدامِ الأمانِ يعيشُها عبدُ الوهاب مع أسرَتِه اليوم، مما اضطرَهم إلى تغييرِ مكانِ سكنِهم من وقتِ لآخر، ذلك فضلا عن تغييرِ أرقامِ هواتِفهم المحمولةِ، خاصةِ مع تصاعدِ وتيرةِ التهديدِ والوعيدِ من جهاتٍ عالميةِ وجهاتٍ داعمةٍ لنظامِ الأسد.
يقول عبد الوهاب:"اكثر ما يؤلمني ان جميع المشاريع التي قدمتها لم تلق بالا من السوريين وخصوصا من المسؤولين عن القضية السورية الا ان كل ما حصلت عليه كان تهديد بدءاً بالخطف ليتطور لاحقاً لتهديد بالقتل وهو ما تحول لحقيقة عبر محاولة لقتلي ,الا انه هنالك رسالة واحدة اريد ايصالها لجميع الشبان من عمري ولأي شخص عنده فكرة ان يطرحها طالما انه يستطيع عبرها تقديم المساعدة لقضيته او لوطنه ولإنسانيته فالحياة هي محطة لن نعبر بها مجدداً".