أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة ( بلال الفارس )

يروج المسؤولون الايرانيون بأن الحرب ضد الإرهاب أول أوليات حكومتهم بل ويدعون دول المنطقة إلى تشكيل حلف يواجه تنظيم داعش .. هذا يدفعنا إلى التساؤل والتفكير هل ايران جادة في تلك الحرب.. الكثير من الحقائق على الارض تؤكد عكس ذلك.

بعد ساعات من توقيع إيران الاتفاق النووي مع المجتمع الدولي.. هرول وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إلى زيارة دول خليجية طمعا بطي صفحة الماضي والإنطلاق في علاقات جديدة .. وداعيا في الوقت نفسه إلى تشكيل حلف في مواجهة الارهاب الذي يهدد المنطقة..

 محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني قال "رسالتنا إلى دول المنطقة هي أنه يجدر بنا التعاون في مواجهة الخطر المشترك  .. إن إيران لطالما دعمت شعوب المنطقة في مكافحة الخطر المشترك المتمثل في الإرهاب والتطرف والطائفية "

ما إن غادر ظريف الكويت مختتما المحطة الأولى في زيارته الخليجية.. حتى جائت الأخبار من البحرين عن ضبط شحنة بحرية قادمة من ايران تحوي متفجرات شديدة الخطورة وأسلحة آلية وذخائر بالاضافة الى أفارد مدربين.. وفي وقت لاحق اكتشفت الكويت خلية لحزب الله الكويتي يحوز اعضائها كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات، كشفت التحقيقات تورط أفراد من حزب الله اللبناني وإيران في انشائها وتدريبها.. وكأن أحدا في كواليس المشهد الإيراني يرسل برسائل مغايرة للتي اتى ظريف من أجلها.  

ومع اتهام البحرين لطهران بأنها مصدر الإرهاب.. يأتي التشكيك الخليجي ايضا بنوايا ايران في مكافحة الارهاب ليتجاوز ذلك الى المطالبة باتحاد لمواجهة انتهاكات طهران.

هنا العراق.. حيث تتوغل ايران في الاجهزة الأمنية والعسكرية.. وتتدعي أنها على خط التماس الأول في الحرب ضد تنظيم داعش.. فعلى الظاهر زيارات لمسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى… وصور متكررة لتعويذة تدخل ايران الاقليمي وقائد فيلق القدس قاسم سليماني بينما يشرف على المعارك هناك.. واشتراط ايراني على استخدام الحكومة العراقية للمليشيات التي تم تسليحها وتدريبها فقط.. دون التعاون مع التحالف الدولي الذي يقوم بتخطيط وتنفيذ الضربات ضد داعش منذ نحو عام. .. وهو ما ترجم على الأرض بامتناع المليشات الشيعية في العراق عن حرب داعش طالما اشتركت طائرات التحالف الدولي.. وهو ما يضع أول علامة استفهام حول حقيقة نية ايران في حربها ضد الإرهاب.

لكن علامة الاستفهام الأكبر حول الدور الايراني السلبي في الحرب ضد داعش تكمن بما احتواه تقرير لجنة التحقيق العراقية الخاصة بالتحقيق حول سقوط الموصل الذي حمل رئيس الوزراء مدة ثمان سنوات والهارب مع افراد عائلته الى ايران نوري المالكي مسؤولية سقوط المدينة بعد انسحاب القوات العراقية دون مقاومة أمام هجوم داعش… وهذا أيضا يرمي طرف خيط حول سقوط الموصل قد يكون آخره في ايران ..

نجم قصاب – محلل أمني واستراتيجي: " بناء على ذلك.. هل كانت دعوة إيران صادقة في الحرب على الارهاب.. وفي إي إطار نضع اتهامات بعض الدول الخليجية لايران به بينما تدعو هي لمكافحته.. أم أن الخلافات الفكرية بين المتشددين والمعتدلين داخل الحكم الايراني باتت تنعكس على أرض المنطقة خصوصا بعد الاتفاق النووي مع الغرب.. تاتي هنا تحليلات مراقبين مؤكدة غير مرة .. أن لا مكان لإيران في الحرب ضد الارهاب إلا بالتعاون مع التحالف الدولي … الأمر الذي ترفضه طهران ".