أخبار الآن | المدينة المنورة – المملكة العربية السعودية – (الحياة)

 ما يزيد على 450 كيلومتراً مربعاً، هي المسافة التي تفصل بين جمال السعدي أول ناخبة في المدينة المنورة، وصافيناز أبوالشامات أول ناخبة تسجل اسمها في مكة المكرمة، وكلتاهما لم يتفقا، أو يتسابقا لتسجيل اسميهما كأولى الناخبات في الانتخابات البلدية في دورتها الثالثة، التي انطلقت المرحلة الأولى من تسجيل الناخبين يوم أمس في المدينة المنورة ومكة المكرمة، فيما كانت أصغر الناخبات أمس المواطنة عالية الدعيس.

وتقــــدم الناخبيـــن الرجال المواطن مازن المطيري، وعلى رغم أن أول ناخبتين جمال السعدي وصافيناز أبوالشامات لا تعرفان بعضهما، إذ دفع الحرص كلاهما إلى الذهاب في وقت باكر إلى المركز الانتخابي الذي يقع في دائرتهما، بحسب الأنظمة واللوائح الانتخابية، إضافة إلى حرصهما على التأكد من جميع الأوراق المطلوبة، حفظنها عن ظهر قلب، حتى لا يكون هنالك عائق يفسد فرحة الاستمتاع بهذه التجربة، فهي المرة الأولى التي يسمح فيها للمرأة بالمشاركة في الحياة السياسية داخل مجتمعها، وستكون هذه التجربة مخلدة في ذاكرة المرأة السعودية عبر السنيين.

 وقالت جمال السعدي لـ«الحياة»: «إن مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية كان حلماً يراودنا، سواء أكانت مشاركتنا ناخبات أم مرشحات، لاسيما أن المرأة سيكون لها دور في صناعة القرار، فهي التجربة الأولى منذ صدور الأمر الملكي بالسماح لها للمشاركة في الانتخابات البلدية». وأشارت إلى أنها كانت مستعدة لهذا اليوم من خلال استكمال الأوراق اللازمة كافة للحصول على «بطاقة ناخب»، وزادت: «إن خوض التجربة شيء جميل، ونحن الآن في بداية الطريق، ومن المحتمل أن أرشح نفسي في الانتخابات، فلدي الطموح والحب لخوض هذه التجربة للنهاية».

وترى أنها إن لم ترشح نفسها، فإنها لن تعط صوتها إلا للمرشح الذي تعرف سيرته الذاتية عن كثب، وذي البرنامج الانتخابي الهادف إلى خدمة وتطوير المجتمع والمواطنين. والسعدي سيدة أعمال، وكانت تترأس اللجنة العقارية في الغرفة التجارية الصناعية في المدينة المنورة، وإحدى الأسماء الثقافية البارزة فيها، وعضو رواق أديبات ومثقفات المدينة المنورة، ولها نشاط واسع في مجال الأعمال الخيرية من خلال منصبها نائبة لرئيسة مجلس إدارة جمعية طيبة. أما صافيناز أبوالشامات، التي سجلت اسمها كأول ناخبة في مكة المكرمة، فإن حرصها على التسجيل دفعها إلى الخروج باكراً من منزلها في اتجاه المركز الانتخابي التابع لدائرتها، وقالت: «كنت أولى الموجودات في المركز، وحصلت على بطاقة الناخب وهو الحلم الذي كنا ننتظره نحن السيدات».

وأضافت: «إن المشاركة في الانتخابات واجب وطني وشيء بسيط ممكن أن نقدمه خدمة لهذا الوطن، من خلال الترشيح لمقاعد المجلس البلدي في ما بعد». ونوّهت إلى أنها تعمل في المجال التطوعي، إذ عملت متطوعة في الأندية الصيفية، التي تقام سنوياً في العاصمة المقدسة. إضافة إلى عملها مساعدة في إحدى مدارس مكة المكرمة.

صافيناز أبوالشامات تبعتها أربع سيدات سجلن أسماءهن يوم أمس وحصلن على بطاقة ناخب. وقال منسق الانتخابات البلدية في مكة المكرمة إيهاب الرفاعي لـ«الحياة»: «إن محافظة مكة المكرمة يوجد فيها 17 مركزاً نسائياً مخصصاً للسيدات، ثلاثة منها في المدن التابعة لمحافظة مكة المكرمة». وعن ضعف الإقبال النسائي، أشار الرفاعي إلى أن يوم (الأحد) يعد أول الأيام ومن المتوقع أن معدلات الإقبال تتزايد في الأيام المقبلة، لاسيما أن هذا الأسبوع هو آخر أسابيع الإجازة الصيفية، التي من المتوقع أن يكون فيها ارتباطات عائلية، إضافة إلى قضاء بعض المواطنين إجازتهم خارج مدينة مكة المكرمة.